المقدمة:

قديمًا كانت الولادة من أسباب الوفيات المنتشرة  بين النساء، وحديثي الولادة، من خلال مضاعفات الولادة الطبيعية، والولادة المساعدة، حتى تطورت القيصرية؛ لتصبح الحل الأسرع، والأكثر أمانًا.

واستكمالاً للجزء الأول نكمل حديثاً معاً حول الموضوع

مضاعفات الولادة الطبيعية:

حياتنا مليئة بالمخاطر، وليس كل ما هو طبيعي خالٍ من الأخطاء، الولادة الطبيعية محفوفة بالمخاطر، وقد تتعرض حياة الأم والجنين للمخاطر أثناء حدوثها، هذه  بعض المضاعفات التي تحدث بكثرة:

طول مدة الولادة: ينتج عنها المتاعب للجنين والأم على السواء، حسب مرحلة الولادة، إذا كانت في المخاض، فقد ينصح الطبيب بالمشي قليلًا، ومحاولة الاسترخاء.

أما إذا كان في مرحلة الدفع، فقد يعطي الطبيب أدوية لتسريع الولادة، أو قد يوصي بالقيصرية.

غالبًا ما تحدث للحامل البكرية التي لم يسبق لها الولادة، أو إذا كان حجم الجنين كبيرًا، وفي حالة ولادة التوائم، كذلك إذا لم يكن الرحم متسعًا كفاية.

صغر حجم الجنين عند الولادة: ينتج من ضعف تغذية الأم أثناء الحمل، أو تناول الأدوية، ويتعرض الجنين لمخاطر العدوى التنفسية، أو القلبية، وصعوبات التعلم، والعمى.

أوضاع الجنين غير الطبيعية: في الوضع الطبيعي، تكون رأس الجنين للأسفل باتجاه المهبل؛ استعدادًا للولادة، أما في الأوضاع غير الطبيعية، فقد يكون الجنين متوجهًا بقدميه للأسفل، أو بالمؤخرة، أو في وضعٍ أفقي.

يستطيع الطبيب تعديل الوضع يدويًا، ولكن قد يكون من الصعب التعديل، ويجب إجراء القيصرية.

مضاعفات خاصة بالحبل السري: الحبل السري هو وسيلة الاتصال بين الأم، والجنين، وينتقل منه المغذيات، والفضلات، وتحدث المضاعفات في حالتين:

  • أن يلتف الحبل السري حول عنق الجنين، أو بين رأس الجنين، وعظام الحوض للأم، هذا الوضع ليس خطيرًا، ولكن الخطورة تكمن في عدم تمكن الأم من الدفع لإخراج الجنين.

فيجب إمداد الأم بالأكسجين؛ لزيادة الكمية المتاحة للجنين، وتعالج هذه الحالة إما بالمساعدة عن طريق الملقط والشفاط، أو بإجراء القيصرية.

  • قد ينزلق الحبل السري سابقًا للجنين في قناة الولادة، ويظهر من المهبل، خاصةً إذا كان حجم الجنين صغيرًا، أو في وضع غير طبيعي، أو أن الرأس لم تنزل في الحوض، أو إن انفجر كيس الماء، قبل تحرك الجنين للوضع الطبيعي في الحوض.

وفي هذه الحالة لا بديل عن القيصرية، فقد يشكل ضغط الجنين على الحبل السري خطرًا بانقطاع إمداد الدم، والأكسجين.

المشيمة المنزاحة: في هذه الحالة تغطي المشيمة عنق الرحم، مما يتسبب في حدوث النزيف، ولكن من دون ألم، في الثلث الأخير من الحمل.

غالبًا ما تحدث للأمهات الكبيرة سننًا، فوق 35 عامًا، أو التي سبق لها الحمل والولادة أكثر من أربع مرات، وتزيد المشيمة المنزاحة من معدل حدوث المشيمة الملتصقة.

ينصح بالراحة في هذه الحالة، ونقل الدم إذا كان النزيف بدرجةٍ كبيرة، حتى إجراء القيصرية.

الولادة القيصرية:

معجزة الولادة في العصر الحديث، فقد كان الموت مصير الأم، أو الجنين، الذي يمر بأيٍّ من المضاعفات السابقة، فهي الطريقة الأكثر ضمانًا، والأسرع في الولادات الصعبة، والمعقدة، لنتعرف سويًا على أهم ما يتعلق بالقيصرية.

 

أسباب الولادة القيصرية:

الولادة القيصرية

الولادة القيصرية

يمكن إجراء القيصرية للعديد من الأسباب، بخلاف المضاعفات السابق ذكرها، وتشمل:

أسباب تتعلق بالجنين:

  • حالة الجنين المرضية، أو التشوهات الخلقية.
  • إذا وصل وزن الجنين إلى 4500 جرامًا.
  • إذا كان الجنين في وضع غير طبيعي.
  • في حالة ولادة التوائم.

أسباب تتعلق بالأم:

  • في حالة ولادة قيصرية سابقة، بجرح رأسي.
  • إذا كانت الأم مصابة بالسكري، أو ارتفاع ضغط الدم.
  • إذا كانت مصابة بالفيروسات المعدية، مثل: الهربس، والتي يمكن أن تنتقل إلى الجنين أثناء الولادة.
  • عيوب المشيمة، أو الحبل السري.
  • في حالة وجود ما يعيق عنق الرحم، مثل: ورم ليفي.

أسباب غير طبية:

  • الخوف، والقلق من الألم، أثناء الولادة الطبيعية.
  • تجربة سابقة للأم.
  • التشجيعات الاجتماعية، ورواجها بين الأصدقاء، والأسرة.
  • الشعور بالتحكم في الأمور.

الطريقة:

جرح صغير 10 إلى 20 سم  أفقيًا، في الجزء السفلي من جدار البطن، وفي بعض الحالات يكون طوليًّا، ثم يليه جرح في الرحم، لإخراج الجنين.

يحدث ذلك تحت تأثير التخدير النصفي، أو الابيديورال، حيث تكون الأم مستيقظة، ويمكنها مشاهدة العملية، ولكنها لن تشعر بالألم في الجزء السفلي، يستخدم بعض الأطباء التخدير الكلي، ولكنه أصبح غير شائع في هذه الأيام.

ما بعد الجراحة:

يمكن أن تبقى الأم في المستشفى لمدة يومين، أو ثلاثة؛ للاطمئنان على صحتها، وصحة الجنين.

عقب خروج الطفل من غرفة العمليات، فإنه يعرض على طبيب أطفال؛ لفحصه، والاطمئنان عليه .

تستطيع الأم التحرك والمشي قليلًا عقب زوال مفعول المخدر، وكلما كانت الحركة مبكرة، ساعد ذلك في التئام الجرح، كذلك الرضاعة الطبيعية، يجب أن تبدأ فور إخراج الجنين.

قد تشعر الأم بالألم في منطقة الجرح، وسرعان ما يختفي بمرور الوقت، فالقيصرية هي عملية جراحية بالأساس، وكلما كانت صحة الأم جيدة، كان التعافي والشفاء أسرع، وهو يختلف من امرأة لأخرى.

تنصح الأم بالعناية بالجرح، وتشمل النصائح:

  • تناول الكثير من السوائل؛ لتعويض الفقد، والمساعدة على الرضاعة الطبيعية.
  • تجنب حمل الأشياء الثقيلة في الأسابيع الأولى.
  • الراحة قدر الامكان.
  • تجنب العلاقة الحميمة.
  • تناول المسكنات عند اللزوم.

مضاعفات الولادة القيصرية:

متى تلجأ الأم للطبيب؟

إذا لاحظتِ هذه الأعراض، استشيري الطبيب:

  • الحمى.
  • الآلام المبرحة.
  • زيادة النزيف المهبلي.
  • زيادة الاحمرار حول الجرح.
  • الانتفاخ، أو تصريف السوائل من الجرح.
  • الألم أثناء التبول.
  • الروائح الكريهة من المهبل.

الولادة الطبيعية بعد القيصرية:

كان من الشائع، أن المرأة التي تلد قيصريًا لمرة واحدة، يجب أن تلد دائمًا قيصريًّا ولا يمكن أن تلد طبيعيًّا مرة أخرى، وهذا معتقد خاطئ، وتستطيع المرأة أن تلد طبيعيًّا بعد القيصرية، بكل أمانٍ، ويمكن مناقشة الأمر مع الطبيب.

المصادر:

مضاعفات الولادة الطبيعية

الولادة القيصرية موقع هيلث لاين

c_section,mayoclinic.com

بقلم د. هبة حمزة