قتل الأزواج من أكثر الأزمات التي تواجه عالمنا في تلك الفترة، وترجع إلى المشكلات الأسرية، والابتعاد عن الله، إليكم أسباب قتل الأزواج، وحلول تلك المشكلة.

1- مشكلة قتل الأزواج

قتل النفس من أبشع الأفعال التي حرمتها جميع الأديان السماوية، فهذا الفعل يتنافى مع الإيمان الصادق، فالدين الإسلامي حرَّم القتل، واعتبره كبيرة من الكبائر، وقال الله – تعالى – في كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم ” مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ” صدق الله العظيم – سورة المائدة الآية 32.

 

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هناك الكثير من حالات القتل، التي تحدث في مجتمعاتنا، ومنها القتل بين الأزواج، خاصةً قتل الزوجة لزوجها، فهناك أسباب مشتركة، ومتكررة، تدفع الزوجة لقتل زوجها، منها ضغوط الحياة، ومعاملة الزوج السيئة، وقسوته على زوجته التي قد تدفعها في كثير من الأحوال لقتله، وبالطبع ومهما كانت الأسباب، فإن القتل ليس حلًا للمشاكل الزوجية، بل هو جريمة، يحاسب مرتكبها في الدنيا، وفي الآخرة، وعلى أية حال فإن هناك الكثير من القضايا التي اشتهرت في مجتمعاتنا، لزوجات قاموا بقتل أزواجهن، لذلك ينبغي علينا أن نُبين الأسباب والدوافع، التي تؤدي إلى تلك الكارثة بشكل مباشر.

2- أسباب قتل الأزواج

تتعدد أسباب قتل الزوجات لأزواجهن في تلك الآونة من العصر، وعلى رأس تلك الأسباب: العنف الذي تتعرض له المرأة من زوجها، في السياق التالي، نستعرض لكم أبرز أسباب قتل الأزواج، والتي تتمثل في:

 

1- اعتياد ضرب الزوج  لزوجته

تقوم الحياة الزوجية السليمة على الاحترام المتبادل بين الزوجين، فإذا اختل هذا الاحترام، فيتبعه مباشرةً خلل في الحياة الزوجية السليمة، فعندما يقوم الزوج بضرب زوجته، فإنه بذلك يهينها، ويكسر كبرياءها، ويهز ثقتها في نفسها، مما يجعلها تلجأ لاستخدام العنف، لتدافع عن نفسها، وهو الأمر الذى قد يصل في بعض الأحيان إلى القتل؛ نتيجة شدة الضرب، فهي في هذه الحالة لم تكن تقصد قتله، ولكن تريد فقط الدفاع عن نفسها، كرد فعل طبيعي لما يقوم به الزوج من ضرب تجاهها، ومن هنا تقع الكارثة، وتتحول الزوجة الضعيفة في لحظة إلى قاتلة؛ لأنها في هذه اللحظة تدافع عن نفسها بشكل عشوائي، دون أن تدري عواقب ما تفعله.

 

كما قد تتسبب المعاملة القاسية من الزوج تجاه زوجته إلى رغبتها في التخلص منه، وتشمل  المعاملة القاسية البخل، والجحود، وعدم الرحمة، التي قد تصل بالزوجة إلى التفكير المستمر في تغيير حياتها، فتلجأ إلى فكرة القتل؛ لتتخلص من ذلك الشخص، الذى يتعامل معها بدون رحمة.

 

2- خيانة الزوج لزوجته

هناك أسباب أخرى، قد تؤدى بالزوجة إلى التفكير في الانتقام من زوجها بالقتل، مثل أن يكون الزوج معتاد خيانتها، فالخيانة من الأمور التي لا تستطيع الزوجة تحملها؛ لأنها تهز ثقتها في أنوثتها، وتجعلها تشعر بأنها غير مرغوب فيها، مما يوّلد بداخلها شعور بالانتقام، فيمكن أن تلجأ للقتل دفاعًا عن كرامتها.

 

3- تعاطي المخدرات

من أكثر الأسباب التي تدمر الحياة الأسرية تعاطي المخدرات، حيث أن اعتياد الزوج لتعاطي المواد المخدرة، تجعله يتصرف تصرفات غير لائقة، تجاه زوجته وأبنائه، كما تجعله يلجأ لاستخدام العنف في التعامل معهم، مما يتسبب في تدمير العلاقات الأسرية.

 

4- الزواج في سن صغير

صغر السن يعتبر دافع قوي، لعدم استقرار الحياة الزوجية، فكثير من حالات القتل التي نراها في مجتمعاتنا، يكون فيها سن الزوجين صغير، ويرجع ذلك لانعدام تأهيل البنات والشباب نفسيًا، لتحمل المسئولية في هذا السن الصغير، مما يجعلهم يلجؤون إلى العنف الأسري بكل أشكاله، كحل لمشاكلهم اليومية.

 

5- عدم التعاون بين الزوجين

بالإضافة إلى عدم التعاون بين الزوجين، وتحميل الزوج مسئولية تربية الأولاد، وشئون المنزل، كاملةً على عاتق الزوجة، دون أن يقدم لها يد المساعدة، مما يجعل الزوجة  تلجأ إلى العنف في المعاملة؛ نتيجة ما تشعر به من الظلم داخل منزلها.

 

6- خيانة الزوجة

كما يمكن أن يكون السبب وراء قتل الزوجة لزوجها، أفعال شاذة تقوم بها، مثل عشقها لرجل آخر غير زوجها، أو رغبتها في أن تحصل على أموال زوجها بطريقة الميراث.

 

3- التقرب إلى الله

من طبيعة البشر الاختلاف، في الطباع، والسلوكيات، والعادات، والتقاليد، وفقًا لطريقة التربية، وطبيعة الحياة التي يعيشها كل فرد، وأيضًا المستوى التعليمي، والاجتماعي، ومن الطبيعي أن يؤثر هذا التباين على طريقة، وأسلوب التفكير، ومن هنا تظهر الخلافات بين أي طرفين، تربطهما علاقة وثيقة، وخاصةً الزوجين، وقد تصل الخلافات إلى تفاقم المشاكل، حتى تؤدي إلى قتل الأزواج في بعض الأحيان.

 

والأمثل أن يصل كل طرف في العلاقة إلى نقطة الاتصال، أو التشابه مع الطرف الآخر؛ ليستطيعوا تكملة الحياة الأسرية، التي تربطهم في هدوء وسلام، ويقدمون أطفالًا أسوياء، قادرين على تقديم مزيد من العلم والعمل، الذي يرفع مجتمعاتنا للأمام، وتختلف وتتنوع المشاكل التي تحدث في المنزل الواحد، وبالتالي نجد أن طرق العلاج مختلفة أيضًا.

 

فيما يلي نستعرض لكم بعض الأساليب لحل هذه الخلافات، بعضها بالطرق الاجتماعية، وبعضها بالطرق الدينية، وفي البداية سوف نتطرق إلى الطرق الدينية، من خلال التقرب إلى الله، حيث اتباع التعاليم الدينية مثل: التسامح، والتغاضي عن أذى الآخرين، والعفو عند المقدرة، وكظم الغيظ، وتعتبر هذه قدرات لن يفهمها، أو يستوعبها سوى أصحاب العقائد القوية، حيث أن حبهم، ورغبتهم في رضا الله تفوق تحمل الضغط العصبي، والنفسي الذي يتعرضون له.

 

والجدير بالذكر، أن الدين الإسلامي حث كل من الزوج والزوجة على حسن معاشرة الطرف الآخر، فقد وصف العلاقة الزوجية بعلاقة المودة والرحمة، حتى في أصعب الظروف، وهي اللجوء إلى الانفصال، فقد أمرنا الله بالإحسان في ذلك؛ منعًا من أن تحدث مشاكل أكبر، ومن بينها قتل الأزواج.

 

وعلى المرأة أن تعي تمامًا، أن الدين الإسلامي حثها على حب، واحترام زوجها، وهناك العديد من الأحاديث الشريفة التي تحث على ذلك، نستعرض بعضها فيما يلي:

أتت امرأةٌ إلى نبيَّ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ – فقالت: ” يا رسولَ اللهِ ما حقُّ الزوجِ على زوجتِه؟ قال: لا تمنعُه نفسَها، ولو كانت على ظهرِ قَتَبٍ، قالت: يا رسولَ اللهِ ما حقُّ الزوجِ على زوجتِه؟ قال: لا تصومُ إلا بإذنِه إلا الفريضةَ، فإن فعلت، لم تقبلْ منها، قالت: يا رسولَ اللهِ ما حقُّ الزوجِ على زوجتِه؟ قال: لا تصدقْ بشيءٍ من بيتِه إلا بإذنِه، فإن فعلت كان له الأجرُ، وعليها الوزرُ، قالت: يا رسولَ اللهِ ما حقُّ الزوجِ على زوجتِه؟ قال: لا تخرجُ من بيتِها إلا بإذنِه، فإن فعلت، لعنتها ملائكةُ اللهِ، وملائكةُ الرحمةِ، وملائكةُ الغضبِ، حتى تتوبَ، وتراجعَ، قالت: يا نبيَّ اللهِ، وإن كان لها ظالمًا، قال: وإن كان لها ظالمًا، قالت: والذي بعثَك بالحقِّ، لا يملِكُ عليَّ أحدٌ بعدَ هذا أبدًا ما عشتُ “.الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: ابن حبان.وفي حديث آخر:أنَّ امرأةً كانت بَيْنَها، وبَيْنَ زوجِها خُصومةٌ، فأتَيَا رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – فقالتِ المرأةُ: هذا زَوْجي، والَّذي بعَثكَ بالحقِّ، ما في الأرضِ أبغَضُ إليَّ منه، وقال الزَّوجُ: هذه امرأتي، والَّذي بعَثكَ بالحقِّ، ما في الأرض شيءٌ أبغَضُ إليَّ منها، فأمَرهما رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – أنْ يدنُوَا إليه، ثمَّ دعا لهما، فلَمْ يفتَرِقا مِن عندِه، حتَّى قالت: والَّذي بعَثكَ بالحقِّ، ما خلَق اللهُ شيئًا أحَبَّ إليَّ منه، وقال الزَّوجُ: والَّذي بعَثكَ بالحقِّ، ما خلَق اللهُ شيئًا أحَبَّ إليَّ منها “.الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: الطبراني، المصدر: المعجم الأوسط.

4- حلول اجتماعية للقضاء على مشكلة قتل الأزواج

 

أما عند الحديث عن بعض الطرق الاجتماعية، فنجد أن كل علاقة لها قواعد خاصة بها، وكذلك لكل زوجين طريقة في التفاهم، والوصول إلي حل جيد يرضي الطرفين، نستعرض فيما يلي أفضل الحلول، التي يجب على الزوجين أن يتتبعاها، والتي من شأنها أن تعمل على القضاء على المشكلات الزوجية، التي تجعل الزوجات في الكثير من الأحيان، تخرج عن السيطرة، لدرجة التفكير في قتل الأزواج، كحل نهائي للمشكلات التي لا تقوى على حلها.

 

1- الحوار الموضوعي الناجح

على كل من الزوج والزوجة، أن يدركا تمامًا أن المصارحة والحوار بداية الوصول إلى الحل، وأن يضعا الخوف من المواجهة جانبًا، حيث قد يظن أحد الطرفين أن الصمت، وعدم البوح بالمشاعر السلبية، أو مشاعر الغضب والضيق، هو الطريقة المثالية لاستمرار العلاقة في هدوء، لأن عدم المصارحة تدع فرصة كبيرة لسوء الفهم، أو الظن الخاطئ، فنحن نسمع كثيرًا عند محاولة الإصلاح بين أحد الطرفين عبارة ” أنا لم أقصد ذلك “.

 

2- الابتعاد عن العنف

يجب على كل من الزوجين، التعامل برفق، وحنان مع الطرف الآخر، والبعد عن العناد غير المبرر، أو الندية، مما لا يولد إلا العنف بينهم، وفي حالة الوصول إلى هذه المرحلة، يكون كل طرف حريصًا على التغلب على الطرف الآخر، أكثر من حرصهم على الوصول إلى نقطة تواصل.

 

3- تجنب العصبية

على كل طرف في العلاقة الزوجية، التحلي بالهدوء، وضبط الأعصاب في حالات الغضب، والبعد عن اتخاذ القرارات المصيرية، التي تؤثر على حياة الأسرة كاملة، حيث القرارات هنا تكون في معظم الأمر خاطئة، وتؤدي في النهاية إلى عواقب وخيمة.

 

4- وضع أسس ومعايير عامة

على كل زوج وزوجة في بداية الحياة، وضع مجموعة من القوانين، التي تسير على كل أفراد الأسرة، مثل الحرص على المصلحة العامة للأسرة أو الابناء، قبل المصلحة الشخصية، والبعد عن الأنانية في التفكير.

 

5- التشاور

لابد أن يبتعد رب الأسرة الواحدة عن الانفراد باتخاذ القرارات، والحرص على سؤال باقي الأفراد عن رغباتهم دائمًا، وهذا له عامل كبير في الإحساس بالحب، حيث عندما يشعر كل فرد بتقديره من الكبير، فإنه يُكِّنُّ له دومًا كل الاحترام والتبجيل، وبذلك تكون الأسرة قوية ومترابطة، وقادرة على مواجهة أي مصاعب وعراقيل.

 

5-المصادر

1- حديث

2- إسلام ويب

3- القرآن الكريم

بقلم/ مي صالح