مقدمة

الاعتراف بالخطأ فضيلة، تحمل معنى أن الإنسانية ما زالت بخير، وكذلك تعني أن المخطئ نادم، ويريد الرجوع للفضيلة، فلزم فتح باب التسامح، وقبول الاعتذار؛ حتى لا نترك الأخلاق تنعدم، فحين يغلق
في وجه الإنسان باب المسامحة، والحب، والثقة، وقبول الاعتذار، يلجأ بدون تفكير لطرق باب انعدام الضمير، والخطأ المتكرر.

 

ما الخطأ؟

هو كل ما يبغضه الإنسان من أفعال، يتم بدون قصدٍ، وكذلك بقصد، تختلف أهداف مرتكبي الأخطاء، ويبدؤون في سرد عريضة من التبريرات، تحت مسمى أخذ الحقوق، وعدم إنصاف القانون لهم، وكذلك أنه خطأ عابر يمكن تناسيه، كل تلك التبريرات لا ترضي الأخلاق، وما هي إلا أخطاء أكبر لتراجع الفضيلة.

الاعتراف

أنواع الأخطاء

  • خطأ طبيعة بشرية، مثل ارتفاع الصوت وقت الغضب، أو كسر شيء ما دون قصد، والانفعال على الأبناء؛ بسبب الخوف عليهم.
  • خطأ يفسد العلاقة، ويؤذي المشاعر، مثل الكلام الجارح، والتركيز على انعدام الثقة بالنفس، ونشر الإحباط، والألفاظ التي يحرمها الإسلام ( أي السب ).
  • خطأ في العمل.

فن الاعتراف بالخطأ

يجب أن تتحمل المسؤولية عن أي شيء فعلته، وافهم التأثير المحتمل عليه، وعليك أن تظهر خطأك؛ حتى يتم تصحيحه، بالطبع فإن لم يوجد اعتراف بالخطأ، لن يوجد تصحيح له، فيجب أن تعرف أنه لا يوجد أحد على صوابٍ طوال الوقت، والخطأ لا يعني أنك فقدت الفضيلة، لأن الفضيلة تكمن في الاعتراف بالخطأ، وذلك لوجود نية التصحيح، امنح نفسك مجالًا لتكون مخطئًا، ولا تدافع عن نفسك، ولا تكابر في الاعتراف، فالدفاع هو عدوك الأول.

كن سباقًا بشأن الحلول

قل لنفسك، وفكر كيف حدث الخطأ؟ حدد: أين ذهب بك؟ والوضع الحالي لك، ثم اسأل نفسك عما يمكنك فعله لإصلاح المشكلة، هل يمكنك الإصلاح بنفسك؟ أم أنك بحاجة إلى مساعدة شخص ما؟ لا تحاول أن تتغاضى عن أخذ رأي  أحد الأصدقاء، من ذوي الثقة العالية، فالتعري بالخطأ أمام أحد المحبين، يعطي لك دافعًا لتصحيحه.

الاعتراف للأشخاص الذين أخطأت في حقهم

تعلم كيفية التواصل بطرق تروق لإنسانية الناس، أظهر جانبك البشري، وكن صادقًا، أظهر اهتمامك بإصلاحه، كن صادقًا، وأمينًا، بشأن معاناتك، ودع الآخرين يفاجئونك بتعاطفهم، وحسن نيتهم معك؛ بسبب حب الاعتراف لديك.

توقع ارتكاب الأخطاء العامة

أنت لست ملاكًا، لذلك عليك أن تعرف أن الوقوع في الأخطاء هو شيء طبيعي، ويكون طبيعيًّا لأنك تعترف بذلك، ولديك نية الإصلاح، بينما المكابرة منك، والتحدث وكأنك ملاكٌ، هذا يجعلك تفقد الفضيلة.

ثق بالناس لمساعدتك

تحمل المسؤولية يعني التضحية بكبريائك، وليس التضحية بنفسك، وهذا يعني أيضًا إظهار الثقة في الناس لمساعدتك، فأنت لا تستطيع أن تحل كل شيء وحدك، تحتاج إلى نصيحة بالطبع، لكن وجب عليك أن تثق في شخص يكون على الحياد؛ حتى يعطيك الرأي السديد.

الاعتراف بالخطأ فضيلة

كن إنسانًا، هذا هو المطلوب فقط، لا تكن شخصًا مغرورًا، يفعل ما يحلو له من ذنبٍ، ويتكبر على الاعتراف به، تحت مبرر هذه هي الحياة، بالطبع ليست هذه هي الحياة، إنما هذا هو أنت، تعطي تبريرات لارتكاب الذنوب؛ حتى لا تلام على فعلها، تخلص من ذاك القبح، واعترف، واعتذر، فأول طريق الإصلاح هو كلمة واحدة ” أنا آسف ” كلمة غير مزعجة، وتلين قلب من يسمعها، فالشعور بالندم من ضمن الأخلاق، بل من أساسياتها، فإن تخليت عن الندم، فقد تخليت عن الضمير، وبالتالي فقدت الفضيلة.

المكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ

الكبرياء هو شيء جيد، يحافظ على كرامتك من الذلة والمهانة، ويعطيك إحساسًا بأنك إنسان، لكن يجب أن تعرف طرق استخدامه الطبيعية، الكبرياء يستخدم عندما تتعرض للإهانة من شخص ما، وتسترد حقك منه، وتقرر ألا تتحدث معه مرةً ثانية؛ لحفظ كرامتك من السقوط، إلى الآن المكابرة تستعمل في مكانها الطبيعي، لكن إن كنت تكابر في الاعتراف بالأفعال المشينة، وتؤكد أنها شيء عادي، فهنا يكون استعمال الكبرياء في غير مكانه، ووقته؛ لأنه يحول بينك وبين الفضيلة، أي: الأخلاق، لذلك عليك أن تتخلى عن المكابرة، وأن تعترف بما فعلت من أخطاء، تخلص من الغرور الذي فيك؛ لأنك لم تملك الدنيا، أنت مجرد إنسان سيموت يومًا ما، فلا تتعالى.

أهمية الاعتراف بالخطأ

  • تسود الفضيلة.
  • يكون انعدام الضمير أقل.
  • إصلاح الخطأ.
  • يعطي تصالح للنفس، وقوة.

 

أجمل ما قيل عن الاعتراف بالخطأ

  1. الاعتراف بالخطأ فضيلة يجب أن تسود، لا أن تكون لشخصٍ معين، وفئةٍ معينة دون الأخرى، تعلم أن تكون إنسانًا إصلاحيًّا، لا مفسدًا، فمن يخطئ خطأ، ويكابر على الاعتراف به، يستمر في ارتكاب الأخطاء، دون أن يبالي، حتى يصبح بدون فضيلة، فلا تتكبر.
  2. سارع بالتحدث عن أخطائك، وتعلم منها؛ حتى لا تقع في المستنقع الغارق بانعدام الأخلاق.
  3. صديق ينصح، ويكون مرآة لكشف أخطائك، أفضل من صديقٍ فاسد، يعطيك مبررًا.
  4. الخطأ شيء بشري، طبيعي، لكن غير الطبيعي هو عدم الاعتراف به، حتى أمام نفسك.
  5. لن تستطيع العيش أبد الدهر، فأنت لا شيء سوى تراب، فلا تكن فخورًا بأخطائك.
  6. لا تبرر الخطأ؛ حتى لا يزداد العالم وحشية.

 

قصص عن الاعتراف بالخطأ

بعض من القصص عن الأخطاء، هي ليست عن الخطأ فقط، بل فيها عبرٌ، ومواعظ أخلاقية كثيرة، وتمعنوا ذلك السرد القصير، ففيه من العبر الكثير.

إبليس ربه أمره بالسجود لآدم، أبى، واستكبر، فخرج من رحمة رب العالمين، جادل مع الله، وقال له: أنا أفضل من آدم، أنا خلقت من نارٍ، وهو من طين.

أما سيدنا آدم أخطأ، لكن قام بالاعتراف بالخطأ، وتاب الله عليه.

الفارق كبير بالطبع، هذه القصة ليست عن الاعتراف بالخطأ فقط، بل فيها من العبر الكثير، لكننا أخذنا جزء الاعتراف بالخطأ.

قصة الحجاب عن بعض الفتيات المسلمات ليس فرضًا، بل هو لا يحدد مدى الرضا، والعفو، والأخلاق بداخلي، فهناك فتيات تقول: أنا لست محجبةً، لكني أفضل من تلك المحجبة، التي تسب، وتلعن في الآخرين، لا يا بنيتي، يجب أن تعترفي أنك على خطأ، بل ذنبٍ عظيم، فالحجاب فرضٌ، ولا يجب أن تبرري ذنبك بقصص لا أساس لها من الصحة، لا تكوني فتنةً لغيرك، من تسب، وتلعن، تفعل ذنبًا، وغير المحجبة تفعل ذنبًا، أنتم الاثنان مذنبون.

شخص تقول له: لماذا لا تصلي؟ فالصلاة عماد الدين، وهي ثاني ركن من أركان الإسلام، فيرد بكل فخر بذنبه العظيم، أنا أفضل من كثيرٍ يصلي، ويرتكب الذنوب، والمعاصي، لا وألف لا، فالصلاة تنهى عن الفحشاء، والمنكر، إن لم تنهى اليوم، فغدًا، وإن لم تنهى الغد فستنهى يومًا ما، وبعيدًا عن ذلك، لماذا تترك ركنًا من أركان الدين؟ وتتبجح وتظهر ذلك الخطأ العظيم بأنه شيء عادي؟ وأنا أفضل من الكثيرين! لا، أنت لست أفضل، أنت تقارن نفسك بين بعض أصحاب السوء، فأنت أسوء ممن يتصفون بالسوء.

 

المصادر

: قصص الصلاة والحجاب وآدم وإبليس

6 أخطاء في تربية الأطفال يقع فيها الآباء تعرف عليها

بقلم : سمر علي