المقدمة:

يوجد أكثر من 4000  نوع مختلف من التشوهات الخلقية ، منها البسيط الذي لا يحتاج إلى علاج، ومنها المعقد الذي يسبب الإعاقة ويحتاج إلى الجراحة أو العلاج الدوائي.

قد تكون التشوهات الخلقية بنيوية إذا كان جزء من جسم المولود مفقود أو تالف مثل عيوب القلب، والشفة الأرنبية والحنك المشقوق،و خلع الورك الخلقي.

وقد تكون التشوهات الخلقية في التمثيل الغذائي عندما يعجز جسم المولود عن هدم وتكسير الطعام لإنتاج الطاقة مثل نقص إنزيم معين يؤدي الى داء تاي ساكس(يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب اضطرابات في الرؤية والسمع)، نقص الإنزيم المسؤل عن تكوين البروتين.

1- أسباب التشوهات الخلقية:

تحدث التشوهات الخلقية للعديد من الأسباب، بعضها معروف والآخر غير معروف بالأخص إذا اعتمدنا على ذاكرة الأم لمعرفة المؤثرات التي تعرضت لها أثناء الحمل.

قد تكون التشوهات الخلقية بسبب تناول أدوية معينة بدون استشارة الطبيب أو التعرض لبعض المواد الكيميائية وبعض الإشعاعات.في هذا المقال سنتناول بالتفصيل هذه المسببات.

2- تأثير تناول الأدوية أثناء الحمل:

تؤثر أغلب هذه المواد على الجنين خلال الأيام الأولى بعد حدوث الحمل، ومن هذه الأدوية:

  • المضادات الحيوية: مثل سبروفلوكساسين و تتراسيكلين و دوكسي سيكلين ومركبات السلفا.
  • الثاليدومايد: يستخدم لعلاج الغثيان الصباحي ولكنه يؤدي إلى فقدان كلي أو جزئي للذراع أو الأرجل عند المواليد.
  • أمينو بترين: يستخدم في علاج السرطان والأورام ويمنع امتصاص حمض الفوليك الهام لإنتاج الحمض النووى DNA مما يؤدي إلى التشوهات الخلقية في القناة العصبية التي يتكون منها المخ والحبل الشوكي.
  • الأدوية المضادة للصرع: تؤدي إلى التشوهات الخلقية في الجهاز الدوري(القلب والأوعية الدموية)، والحنك المشقوق، وصغر حجم المخ.
  • وارفرين: من العقارات المضادة للتجلط وتؤثر على الجهاز العصبي المركزي مما يؤثر على العصب البصري.
  • مثبطات الـ ACE: أدوية علاج الضغط المرتفع وتؤدي إلى تقييد النمو وتسبب مشاكل في كلى المولود وقد يصل الأمر إلى موت الجنين أثناء الحمل.
  • أدوية علاج الحبوب isotretinoin : وتتسبب في الحنك المشقوق، و تشوهات القلب والأذن الخارجية والقناة العصبية.
  • المهدئات: تؤدي إلى الشفة الأرنبية والحنك المشقوق.
  • أدوية الاكتئاب: لها القدرة على عبور المشيمة وتتسبب في التهيج والارتعاش والأثارة وارتفاع معدل التنفس لدى الجنين وإن كان علاج الاكتئاب أثناء الحمل أكثر أهمية من أثاره الجانبية.
  • الهرمونات مثل أندروجين و ستروجين: إذا كانت الأم تتناول علاج هرموني قبل الحمل فيجب مراجعة الطبيب، إذ أن هذه الهرمونات تؤدي إلى  تشوهات خلقية في الأعضاء التناسلية للجنين الأنثى.
  • التدخين: إذا كانت الأم غير مدخنة ولكن تتعرض للتدخين السلبي واستنشاق دخان السجائر فقد تعرض طفلها لمشكلات في الأجهزة الحيوية مثل القلب والرئة والمخ.

إذا كانت الأم تعاني من بعض الأمراض مثل الصرع أو الاكتئاب أو السرطان و تتناول الأدوية التي تؤثر على الأجنة  قبل الحمل يجب عليها أن تستشير الطبيب حتى يمكن تغيير هذه الأدوية بأخرى بديلة لا تؤثر على الأجنة.

بعض المواد الأخرى التي تسبب التشوهات الخلقية:

  • الزئبق: يوجد في بعض الأنواع من الأسماك ويتسبب في الشلل الدماغي والإعاقات الذهنية.
  • الرصاص: يتسبب أيضا في مشكلات النمو والأمراض العصبية.
  • مركبات البولي كلورنيتد فينيل : تؤدي إلى مشكلات في النمو

3- الإشعاعات والعلاج الكيميائي:

تشمل الإشعاعات الضارة التي يجب تجنبها أثناء الحمل أشعة اكس، ويعتمد تأثيرها في حدوث التشوهات على الجرعة التي تعرضت لها الأم وكذلك مدة تعرضها  للأشعة خلال الحمل.

من هذه التشوهات الخلقية : الحنك المشقوق و العمى و تشوهات الأذرع والأرجل وصغر حجم المخ.

على الرغم من أن أشعة اكس المستخدمة على الأسنان تعتبر آمنة ولا تؤثر على الحمل خصوصا مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

أما العلاج الكيميائي المستخدم في علاج السرطان فهو يؤثر بلا شك على الجنين والأفضل تأجيل العلاج إذا كان  ممكنا إلى ما بعد الولادة.

4- العدوى الميكروبية:

حدوث العدوى بالميكروبات أثناء الحمل يؤدي إلى العديد من  التشوهات الخلقية مثل  ولادة جنين ميت، اضطرابات الرؤية والسمع وانخفاض الوزن عند الولادة وعيوب القلب.

وبمرور الوقت بعد الولادة تتضح صعوبات التعلم والإعاقة الذهنية.

5- تشخيص التشوهات الخلقية:

مع التقدم في أجهزة السونار والتصوير الرباعي الأبعاد أصبح بالإمكان تشخيص التشوهات الخلقية ولكن قد يتم تشخيصها أثناء الحمل ويولد الطفل سليم ومعافى، لذلك كل ما على الأم فعله هو تجنب هذه المؤثرات والأخذ بالأسباب ودعاء المولى بالصحة والعافية للمولود.

6- المصادر :

التشوهات الخلقية موقع صحة الأطفال

أشياء يجب تجنبها أثناء الحمل موقع عن صحة الأطفال

بقلم د. هبة حمزة