انتشرت جمعيات ومبادرات تيسير الزواج، وخرجت منها مجموعة من قصص نجاح أزواج، كانت بدايتهما من مجرد الاستغناء عن الكماليات، والحفاظ على الأساسيات.التيسير بشكل عام من أهم مبادئ الإسلام، التي شملت جميع أجزاء الحياة، ويعد من أهمها تيسير الزواج.

 

  1. كيفية تيسير الزواج

 

في البداية يأتي الأمر من أهل الفتيات في تيسير أمور الزواج على الشباب، ومن بعد، تيسير الخِطْبة، فلا بد من الموافقة على النظر إلى المرأة المخطوبة: فعن أبي هريرة قال: ” كنتُ عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأةً من الأنصار، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (( أنظرتَ إليها؟ ))، قال: ” لا “، قال: (( فاذهب فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئًا )) ( صحيح مسلم ).

كما قيل بالحديث: (( إذا خطب أحدُكم امرأة، فلا جناح عليه أن ينظر إليها، إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته، وإن كانت لا تعلم )). (الراوي: أبو حميد الساعدي، إسناده صحيح)

وفي بعض الأحيان يُستعان بالنساء؛ لمعرفة بعض أمور المرأة ومواصفاتها، فعن أنس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أرسل أمَّ سُلَيم تنظر إلى جاريةٍ، فقال: (( شمِّي عوارضها، وانظري إلى عُرْقُوبِهَا )) ( صحيح مسلم )، ويستحبُّ – قبل الخطبة – النظر إلى ما يظهر غالبًا؛ كرقبة وقدم, وقيل: ورأس وساق.

أيضًا تيسير الأمور المادية، مثل المهر والصداق: فعن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (( إن أعظم النساء بركةً أيسرُهن صداقًا )) [8]، وفي رواية: (( أيسرهن مؤنة ))( الراوي السيدة عائشة، إسناده جيد ).

وعنها قالت: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (( من يُمنِ المرأة تسهيل أمرها، وقلة صداقها ))، قال عروة: ” وأنا أقول من عندي: ومن شؤمِها تعسير أمرها، وكثرة صداقها ” [10]، فلا ينبغي للإنسان أن يغالي في المهر، فلا خير في المغالاة، ولا خيرَ في المرأة التي يتعسَّر أمر الزواج منها. (الراوي السيدة عائشة، إسناده جيد)

ومن المفترض أيضًا تيسير أمر الزواج على صاحب الدِّين والخُلق: (( إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض)) ( حكم المحدث: حسن )

وعادةً لا يفضل تأخير زواج بناتكن، إذا كانت راضية بأخذ الخطوة، وعلى قدر من تحمل المسئولية، وقد ورد عن علي – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (( يا عليُّ، ثلاث لا تؤخِّرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيِّم إذا وجدت لها كفؤًا )). ( رواه الترمذي )

 

  1. جمعيات و مبادرات تيسير الزواج قصص نجاح مؤثرة

انطلقت بعض الجمعيات والمبادرات لتيسير الزواج في مصر، وكان من بينهم ” بلاها شبكة “، ” زواج البركة “، ” زواج بدون مغالاة “، ” معًا لتيسير الزواج ” ، ” زواج بلا ديون “.. وانتشر أغلبها في القرى والصعيد؛ تسهيلًا لإجراءات الزواج، بعيدًا عن المظاهر الاجتماعية غير المُجدية، والتي تُكلفهم الكثير من الأموال بلا جدوى.

ومن هنا يتم الاكتفاء بأن يشمل الزواج الأساسيات فقط، مع التنازل عن بعض الكماليات الظاهرية، مثل الشبكة، والاكتفاء بالدبلة فقط، وكذلك إلغاء الفرح والنيش وهكذا، ومن هنا تقل نسبة تأخر الزواج التي انتشرت بالفترة السابقة.

 

  1. مبادرات اجتماعية تحارب إرث ضخم من العادات والتقاليد الخاطئة

 

تتحدث الدكتورة فاطمة الشناوي، خبيرة العلاج النفسي، والعلاقات الزوجية، والأسرية، فتقول رأيها في هذا المبادرات: ” إن أفضل ما فيها أنها تحولت من مجرد أفكار إلى أفعال على أرض الواقع، لمحاربة العادات الخاطئة، والموروثات غير المُجدية، خاصةً التي تنتشر في القرى المصرية، سواء في المقارنة بالغير، أو في المغالاة من الظهور، أو حتى شراء من كل شيء اثنين، مع أعداد ضخمة من المفروشات، وأدوات الطهي وغيرها، فيحملون أنفسهم ما لا أهمية له.

كما أضافت أن تلك المبادارات تحمل الكثير من الإيجابيات، أهمها الزواج دون ديون، ففي بعض الأحيان يتزوج الطرفان، وتظل عائلتهما تسدد ديون زواجهما لسنوات مستقبلية آتية.

وأحيانًا تراكم مبالغ مالية ضخمة على الزوج ذاته، فيبدأ حياة جديدة، وهو ممتلئ بالديون من كل حدب وصوب، وكذلك لم يهنأ بحياة سعيدة، وسط كل هذا الضغط النفسي، والعبء المادي المتراكم على رأسه.

وبالفعل فالزواج الناجح لا يعتمد على كم الأشياء المادية التي يقتنونها، بل ما يكملان حياتهما به، هو جوانبهما النفسية، ومساحة النقاش بينهما، وكيفية حل المشكلات التي تظهر مع ضغوطات الحياة، فضلًا عن تربية جيل ناجح، ناضج، قادر على بناء مجتمعات متحضرة.

وعن التأثيرات المجتمعية لتنفيذ هذه المبادرات، قالت الأستاذ الدكتور سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: ” إن هذه المبادرات تعكس واقعًا ملموسًا، من خلال رصد عدم قدرة الشباب على توفير كل هذه المطالب الضخمة، وسط غلاء الأسعار، والحالة الاقتصادية المتدنية، فتشعرهم ببعضٍ من الواقعية “.

 

 

  1. الدول العربية تيسر الزواج بقواعد إسلامية

 

فمثلًا في الكويت، كانت فكرة صندوق الزواج، تحمل حلًّا لتيسير المبالغ المادية، التي يحتاجها المتزوجون حديثًا، من خلال تقديم القروض المادية لهم، بدون فوائد، إضافةً لإقامة حفلات زواج جماعية بفندق واحد لكل مجموعة.

وكذلك كان  صندوق الزواج الإماراتي، الذي وصل حجم الاستفادة منه لحوالي 70 ألف إماراتي، من خلال مبلغ مالي يتم منحه لطالب الزواج، بعد عقد القران، ومبلغ آخر بعد مراسم الأفراح، مع تحديد عدد الذبائح والمصروفات بالأفراح، وعلى أن يكون حفل زواج واحد للرجال جميعًا، وآخر للنساء جميعًا، توفيرًا للنفقات.

 

وعلى نفس السياق، كان عمل مشروع تيسير زواج اليتيمات، بالجمعية الشرعية في مصر، لعدم قدرتها المادية، وحتى لا تقف أمام عائق توفير احتياجات الزواج، هي والأم.

فيتم توفير أساسيات جهاز العروس مباشرةً بعد التأكد من أحقيتها، وبحسب الإحصاءات المؤخرة، الصادرة عن الجمعية الشرعية، فقد ساهمت الجمعية في زواج جميع الفتيات اللائي تقدمن، وعددهن 37800 فتاة، بمساهمات تبلغ جملتها 17011549 جنيهًا مصريًّا.

 

 

  1. كيف تعمل آليات تحرك مبادرات تيسير الزواج في المجتمعات الإسلامية؟

تدور جميعها حول عدة أمور أهمها، تقديم القروض للشباب المتقدمين للزواج، تقديم المساهمات العينية من مستلزمات الحياة الزوجية للشباب، من غير القادرين على توفير الماديات اللازمة، إقامة الأفراح الجماعية.

 

 

  1. ما هي المعوقات التي تقف أمام مؤسسات تيسير الزواج؟

 

  • توفير المبالغ المالية المناسبة.
  • قلة عدد الجمعيات والمبادرات، التي تعمل بنفس الشكل، مما يؤدي إلى الضغط على الأعداد المتاحة.
  • العادات والتقاليد المجتمعية، التي لم تنتهِ بعد، والتي تكلف الكثير من أموال الزواج، ومع الأسف لا يستغني عنها الكثير فيطلب من الجمعيات والمبادرات المسؤلة عن تيسير الزواج بتوفيرها، في حين أن نفس المبالغ قد تساهم في زواج أكثر من شخص، في حالة الاستغناء عن بعض الكماليات.

 

 

 

المصادر:

تيسير الزواج .. الألوكة

مبادرات تيسير الزواج