مقدمة

تعد الأسرة حجر الأساس لبناء المجتمعات، فإذا صلحت صلح المجتمع، فالأسرة هي منشأ الأجيال، وهي مخرج الأبطال، والقادة، عند اتباعها سبل التربية الصحيحة، والفعالة، في تربية، وتقويم سلوك الطفل، وتعزيز أخلاقه على المبادئ الإسلامية، والعلمية، كما أنها اللبنة الأساسية في بناء شخصية الفرد بعد ذلك، حيث تكون الأسرة بمثابة الوطن الأول للفرد منذ نشأته.

مفهوم التربية السليمة للطفل

  • تقع مسئولية تربية، وتعزيز سلوك الطفل منذ ولادته، حتى وصوله إلى مرحلة الشباب، على عاتق الوالدين، فالتربية السليمة لا تقتصر على نمو جسد الطفل لينضج، واهتمام الأم به، وتوفير الاحتياجات الأساسية، وإنما مفهوم التربية يشمل تعزيز قدرات الطفل على التفكير منذ الصغر، وزرع القيم، والمبادئ الأخلاقية، وتنمية قدراته على استخدام العقل بشكلٍ جيد في التفكير، ومن ثمَّ القدرة على التفرقة بين الصواب والخطأ.
  • كذلك يحتاج الطفل منذ نعومة أظافره إلى دفء الأسرة، وسيادة التفاهم بين الوالدين، وضرورة التخطيط الجيد لبناء شخصية الطفل؛ ليصبح فيما بعد شخصًا سويًا، قادرًا على إحداث فارق إيجابي في المجتمع.

أساليب تربية الطفل تربية صحيحة

  • يلزم أن يكون كلا الوالدين على دراية جيدة بأحدث، وأفضل، سبل تربية الطفل، المبنية على أسسٍ أخلاقية، وعلمية، والتي تمكن الطفل من استخدام سبل التفكير؛ لنرى تلك الأطفال فيما بعد، هم الشباب الذي يبني المجتمع، ويحرص على تقدمه؛ لذا يلزم اتباع تلك الأساليب في تربية الطفل:
  • يجب منح الطفل مشاعر الحب، والحنان، والعاطفة، والعبارات الرقيقة؛ فهي ذات تأثير فعال في بناء سيكولوجية الطفل، كما أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أمرنا بحسن معاملة الصغير.
  • إنبات الروح الطيبة، وتقديم المشيئة، وضرورة إخلاص النية لله – عز وجل -.
  • تعزيز أهمية التنظيم داخل الطفل منذ الصغر، حيث يجب تدريبه على تنظيم أشيائه الخاصة.
  • في حالة وجود أكثر من طفل، في نفس المكان، يجب الانتباه إلى تحقيق العدل، والمساواة، ليس فقط في الأمور المادية، وإنما العدل في المشاعر، والحب ناحية الطفل.

 

القدوة الحقيقية في تربية الطفل

  • دائما ما يراعي الأطفال أفعال الوالدين، أو من هم أكبر سنًا، سواء بالصواب، أو الخطأ، فعقيدة الطفل ما زالت لينة، يسهل تشكيلها؛ لهذا يجب مراعاة التصرفات، والأفعال، التي يشاهدها الطفل؛ لتربية الطفل على النحو الصحيح، إيمانَا بـ الأسرة ودورها الفعال في تربية الطفل.
  • ونشهد في الوقت الحالي، امتلاء العالم بأشخاص ليست حقيقية، وإنما صنيعة؛ لكي ينحدر بها سلوكيات، وأفكار الطفل، فمثلًا الشخصيات الكرتونية الوهمية، مثل: سوبر مان، أو فتيات ديزني، وأبطالها غير الحقيقين، نرى إعجاب الأطفال بتلك الأبطال الوهمية، ومحاولة تقليدها، واتخاذها كالقدوة الخارقة، وإنما هي في الواقع وهمية، لا يجب أن يندرج وراءها الطفل، وإنما يلزم على الوالدين غرس مشاهد الأبطال الحقيقية داخل عقولهم؛ حتى تصبح كالمنارة في عقولهم، وفي طريقهم في تحقيق أهداف يحتاجها المجتمع.
  • يجب أن نحدث الطفل عن الشخصيات التاريخية العظيمة، التي قدمت العديد من الإنجازات المتميزة، والبطولات السباقة في مجري التاريخ الإنساني، وخاصةً إن كان تاريخنا الإسلامي مليء بمئات الشخصيات العظيمة، التي تركت الأثر الفعال في العالم حتى الآن.
  • يجب أن نروي لهم قصص سيدنا زيد بن حارثة، وأدواره البطولية الحقيقية و سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه ، منذ نعومة أظافره، كما يستحق العالمان العظيمان أبو بكر الرازي، والطبيب ابن سينا، أن يعرف الطفل عن الإنجازات العلمية التي قدمها كلاهما، وما زال يستفاد من إنجازاتهم حتى الآن، فالتاريخ البشري مليءٌ بمثل تلك الشخصيات، التي تستحق التقدير، وأن تكون هي القدوة الحقيقية، فضلًا عن الأبطال الزائفة، المنتشرة في تلك الآونة.

سلسلة ليعرف أطفالنا أبطالنا
1-كيف تربي طفلك على القيادة

2-كيف تربي طفلك على الشجاعة؟

3-ليعرف أطفالنا أبطالنا ( كيف تربي طفلك على التواضع ؟ )

4-ليعرف أطفالنا أبطالنا ( كيف تربي طفلك على الصدق ؟ )

بقلم: آية ياسر