يأمر الإسلام بتدريب الصغار على العبادة، قبل التكليف بها، كالصلاة مثلًا، وعلى الوالدين تدريب البنات الصغار على لبس الحجاب، فيما يلي نفصل الحديث عن فتياتنا و الحجاب.

1-مقدمة 

بالطبع فإن زي الفتاة، ومظهرها، دليل على عفتها، وطهارتها، أو علامة على عكس ذلك، فإن ما تلبسه المرأة، يمكن أن يكون في أكثر الأحول، دليل للحكم على نوعية ما تحمله من فكر، وخلق، ولكن لا يستطيع أن ينكر أحد بأن المرأة المحتشمة في زيها، متأدبة في مشيتها، مع الوقار في الهيئة، كل هذا إنما ينم عن داخلٍ نقي، ومنبتٍ زكي، ونفسٍ طاهرة، وبقدر ما يظهر على تلك الفتاة من عفة، بقدر ما تبتعد عنها همم أولئك اللئام، من أهل الشر، وأفكار، وأنظار الذئاب، وأطماع الكلاب، مع تطلعات مرضى القلوب، ولصوص الأعراض، فإن الفتاة التي تتفنن في إظهار مفاتنها، من خلال الموضات المثيرة، التي تظهر أكثر مما تخفي من البدن، الذي أمر الله بإخفائه، وستره، من خلال لبس الأزياء العارية، أو الضيقة، التي تصف تقاطيع البدن، أو الملابس الخفيفة الشفافة، التي تشف البدن عما تحتها، أو من خلال الموضات الصارخة، والعجيبة، والغريبة، التي تلفت الانتباه، وتعلق أعين الناظر  إليها، وهذا كله يعرض الفتاة للفسقة، ومرضى القلوب والنفوس، ومن هنا كان حديثنا عن فتياتنا و الحجاب من الأهمية بمكان، بل إنها في نفس الوقت، تعرض نفسها لخطر هي في غنى عنه، ومن ثمَّ كان ترغيب الفتاة في الحجاب، من أهم الأمور التي يجب أن نسلط عليها الضوء.

2-لماذا نسعى الى ترغيب الفتيات في الحجاب منذ الصغر

1-لأن الآباء والأمهات، أو المربين سوف يقفون بين يدي الله – جل وعلا -، ويسألهم الله عن بناتهم، كيف قاموا بتربيتهم؟ وماذا عن قضية فتياتنا والحجاب ؟ وكما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – ” كلكم راعٍ، وكلكم مسئولٌ عن رعيته “، هذا بشكل عام، فعلى الزوج، والأب، والأخ، وأولي الأمر، أن يرغبوا الفتيات في الحجاب، وألا يُترك الحبل على غاربه لتبرج الفتاة، فمن شبَّ على شيءٍ، شاب عليه، فنخشى أن يكون ديوثًا، ولا يغار على حرمة أهله، ومن هنا وجب على ولي أمر الفتاة، العمل على ترغيب الفتيات في الحجاب، وتدريبهن عليه منذ الصغر .

2- لأن الإسلام يأمر بتدريب الصغار على العبادة قبل أن يكلف بها، أي قبل بلوغهم، فإن الصلاة على سبيل المثال فرض عين، على كل مسلم ومسلمة، إلا أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد أمرنا بتدريب الصغار على الصلاة منذ السابعة من العمر، وأن يُضرب عليها في العاشرة من العمر، وهذا بالطبع قبل التكليف والبلوغ، وقد اختص النبي – صلى الله عليه وسلم – الصلاة من بين العبادات؛ لكونها عماد الدين، ولكن علينا أن نعلم أهمية موضوع فتياتنا والحجاب ؛ لأن الحجاب مثل الصلاة، فهو فريضة على المسلمة، بأمر صريح من الله – جل وعلا – ومن هنا، وجب الترغيب للفتاة على الحجاب منذ الصغر؛ تدريبًا لها على لبس الحجاب بعد الكبر .

3-أهمية ترغيب البنات في الحجاب منذ الصغر، حيث أننا لو أطلقنا الحرية للبنات منذ الصغر، في ارتداء ما يرغبن فيه من الأزياء، ولبس الموضة؛ تقليدًا لغيرهن من غير الملتزمات، دون حزمٍ، أو توجيه، فإنهن بالطبع سوف يعتدن على ذلك الأمر، ومن ثم تأتي المفاجأة، حين يصلن لسن التكليف، بمن يأمرهن بالحجاب، فتكون لهن كالصدمة بالنسبة لهن، وهذا بالطبع يؤدي إلى صعوبة الأمر، وعدم القدرة على تنفيذ هذا الأمر بعد الوصول الى سن  التكليف، وفرضية ارتداء الحجاب في تلك المرحلة العمرية بعد البلوغ، بينما لو علمناهن حب الحجاب، والقناعة به منذ الصغر، لطلبن ارتداءه من تلقاء أنفسهن، قبل أن يؤمرن بارتدائه بعد التكليف.

4- أنهن لو لم يحببنه، ويقتنعن به منذ الصغر، فقد يرتدينه بالإكراه؛ خوفًا من أولي الأمر، مما يؤدي إلى تحايلهن بعيدًا عن أعين أولي الأمر بشتي الطرق،  لمسخه، وإخراجه عن وظيفته كما حدث من قبل للكثير من المحجبات، أو حتى خلعه، وهذا بالطبع  يتنافى مع الدين السمح، ولأن الله – جل وعلا – قال: ” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ” البقرة 256، كما أن هذا الأمر يتنافى مع تعليمهن تقوى الله في السر والعلانية .

3-أهم طرق الوصول لترغيب الفتاة في الحجاب

  • أولًا، وثانيًا، وثالثًا، وقبل كل شيء، فإن الدعاء هو من أهم الأشياء، بل هو الأساس في كل الأساليب التي نتخذها، فلا معنى لأي مجهود مبذول، دون أن نلجأ إلى الله – جل وعلا -، الذي بيده كل شيء، فو الله لو صدقنا الله فقط، ليسر الله سائل السبل بفضله – جل وعلا -، وجوده، وكرمه .
  • التقرب إلى الله – جل وعلا – بفعل الطاعات بشكل عام، والتزام الأم بكامل الحجاب الشرعي دون تهاون، فإن طاعة الله – جل وعلا – بركتها الطيبة في النفس، والذرية، والجزاء من جنس العمل، فمن لم تلتزم به، كيف تتوقع أن تكون بناتها محجبات؟ فإن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن هنا فإن التزام الأمهات بالحجاب الشرعي، يجعلهن قدوةً طيبة أمام بناتهن، وبالطبع فإن الفتاة سوف تقلد الأم؛ لأنها ترى فيها الأسوة الحسنة .

 

3-العمل على تربية البنت على الطاعة بكل أوجهها، وتعليق البنات بالله – جل وعلا – بمختلف وسائل التربية، لأن حب الفتاة لربها، سيجعلها تقوم بالأعمال، والأمور، التي تجعلها تتقرب إلى الله، والتي من بينها الحجاب، وهو من أمر ربها – جل وعلا – .

4- أن تعمل الأم على إبراز القدوات الصالحات، وربط الفتاة بهن، فإن هذا يعمل على ترغيب الفتيات في الحجاب، سواء تم هذا من خلال قصص الصالحات، أو من أرض واقعها كذلك الأمر، فمن المهم أن ترى الفتاة من حولها في زماننا هذا من تطبق ذلك؛ من أجل أن يترسخ في ذهنها أن الالتزام بالحجاب، من الأمور   التي من الممكن حدوثها، بل وأن تكون تلك الأمثلة محببة إليهن، كما أنها ناجحة في الأمور الحياتية، فتصبح لديهن الرغبة في تقليد أولئك القدوات الصالحات، وحب تقليدهن .

5-العمل على توفير البيئة الصالحة حول الفتاة، من صديقاتٍ صالحات، ومحجبات، وفي خضم ذلك، فإن الفتاة ستحب الحجاب، وبذلك الأمر يتم ترغيب الفتيات في الحجاب، والاقتداء بهن، وأيضًا إلحاق الفتاة في المدارس الإسلامية الصالحة وغيرها، مما يحيط بالفتاة من عوامل في المجتمع .

6-العمل على تشجيع الفتاة، والمديح لها؛ من أجل التزام الشرع، وارتداء الحجاب، ومن الأمور التي تساعد على ترغيب الفتيات في الحجاب، المكافآت، والثناء عليهن، ودعمهن المستمر .

7-تعويد الفتاة على لبس الحجاب من الصغر، وإشعارها بالاعتزاز بذلك الأمر، من خلال رؤية الأم ترتدي الحجاب، مع ما تقدمه لها من المديح، وعبارات التشجيع، وغيرها من العوامل التي تساعد على ترغيب الفتيات في الحجاب .

4-قصة فابيان أشهر عارضة أزياء فرنسية سابقاً

فابيان أحد أشهر عارضات الأزياء الفرنسيات سابقًا، بعد أن هداها الله إلى الإسلام، وارتدت الحجاب، تقول: ”  لولا أن منَّ الله عليَّ برحمته، لضاعت حياتي، في عالم ينحدر فيه الإنسان، حتى يصبح مثل الحيوان، لا يهمه إلا إشباع رغباته، وغرائزه، بلا قيمة، ولا مبادئ ” ، ولقد قالت فابيان هذا الكلام، بعدما ارتدت أفخر أنواع الثياب والملابس، مما لم تحلم به أي فتاة، وقد جربت من حظوظ الموضة ما تتوق إليه أي امرأة، ولكنها أدركت بأن هذا ما هو إلا سراب فقط، ونهاية الإنسان للحساب، فعلينا أن نجعل الله نصب أعيننا، وأن نستر أبداننا، ونحافظ على عفتنا، ونحرص على الاهتمام بكل من فتياتنا والحجاب .

5- مراجع