تحتاج تربية الطفل الصبر من قبل الأسرة، على تعليمه كل ما هو مفيد، على زرع القيم الأخلاقية، والمبادئ الفاضلة بداخله؛ لتستمر النبتة الطبية في نفسه، وتنمو مع نموه، ومن ثم نراه شابًا متألقًا في المستقبل، كما بدأنا في الموضوعات السابقة حديثنا في سلسة ليعرف أطفالنا أبطالنا، وقد تحدثنا عن ضرورة تربية الطفل على القيادة، ودور الأسرة الفعال في تربية الطفل، وما مفهوم القدوة الحقيقية؟ سنتدرج في حديثنا في هذا الموضوع من سلسة ليعرف أطفالنا أبطالنا ( كيف تربى طفلك على الشجاعة ؟ ).

الطفل الشجاع

  • تعد تربية الطفل منذ صغره على الشجاعة، من أهم، وأولى الصفات، التي يلزم تعليمها للطفل، فالطفل عندما يتربى على الشجاعة، يكن له بصمته الخاصة، وطابعه المميز بين الأطفال، والأسرة وأيضًا بين المجتمع عندما يصبح بالغًا، ويجدر بالقول أن المجتمع يحتاج إلى تربية الأطفال على الشجاعة، والإقدام، يحتاج إلى نماذج بطولية، تتولى دور البطولة، والقدرة الحقيقية.
  • فالطفل كلما كان صغيًرا، كلما كان زرع القيم والمبادئ بداخله أفضل، وأسهل بكثير عن كونه شابَا، وكما تقول المقولة: ( التعلم في الكبر كالنقش على الحجر ) أي توحي بمدى الصعوبة عند تعلم شيءٍ في مرحلة متأخرة؛ لهذا يلزم على الأسرة الاعتناء بتربية الطفل تربية سليمة، وضرورة الحرص على زرع مثل تلك الصفة العظيمة بداخله، وهي الشجاعة، والاستمرار في إعطائه مفاهيم صحيحة حول مفهوم القدوة الحقيقية، يمكنك الاطلاع على هذا الموضوع، وتعلم كيفية تربية الطفل تربية صحيحة، وما دور الأسرة في تربية الطفل؟ من خلال الموضوع الأول: الأسرة ودورها الفعال في تربية الطفل.

كيف تربى طفلك على الشجاعة

  • دائمًا ما ترغب كل أم برؤية طفلها شجاعًا، يستطيع أن يدافع عن نفسه، وعن حقوق من حوله بجدية، كذلك يستطيع الدفاع عن نفسه بين أفراد أسرته، وبين المجتمع، وفي مختلف أنشطة الطفل اليومية، حتى أثناء لعبه مع أصحابه؛ لهذا يقع على عاتق الأسرة تعزيز تربية الطفل على الشجاعة، ومفهومها الحقيقي، والتوضيح له بنماذج حقيقية، بطولية، تحلت بالشجاعة، فلقت النجاح، والتميز، والانتصار، والبعد عن سرد قصص أبطال ديزني إلى الطفل؛ حتى لا ينغرس بداخله مفهوم خاطئ عن الشجاعة، وإليك أفضل الطرق التي توضح كيف تربى طفلك على الشجاعة؟

1_ضرورة اعتراف الأسرة والمجتمع أن الطفل يمتلك مشاعر يجب الحفاظ عليها

  • يلزم التعامل مع الطفل على أنه شخص فعال بين أفراد الأسرة، والاهتمام بمشاعره، من الفرح، والسعادة، أو الحزن، والضيق، وتمكينه من التعبير عنها، فهذا من حقه، كما يلزم على أفراد الأسرة، وكذلك المجتمع، التعامل مع الطفل على هذا الأساس، فتربية الطفل أيًا كانت تبدأ من أسرته؛ لذا يلزم على أسرته عدم التغافل عن مشاعره، وإعطاؤه مساحة للتعبير، فعندما يشعر الطفل أن من حوله يقدرون مشاعره، سيساعد هذا بشكل كبير في تربية الطفل بصورة سليمة، وتنشئته بشكل إيجابي، ومن هنا نضمن إخراج أجيال من الشباب الشجاع، الذي يمتلك الشجاعة الحقيقية في التعبير عن رأيه، ومناقشة كافة الأمور التي تخص مجتمعه بفاعلية، وأداء محكم.

2_تعزيز ثقة الطفل بنفسه من أهم طرق كيفية تربية طفلك على الشجاعة

  • تقع مسئولية تعزيز ثقة الطفل بنفسه على أغلب أفراد الأسرة، وخاصةً الوالدين، فالطفل سريع الملاحظة، ويدون في عقله الأشياء من حوله، وخاصةً المواقف المرئية؛ لهذا يجب على الوالدين التعامل بثقة بأنفسهم أمام الطفل، بل ويجب أن تكون تلك الصفة بداخلهم؛ لضمان تربية الطفل على أسسٍ، ومبادئ واضحة، كما أنه يجب أن يري الطفل الشجاعة الحقيقية تتمثل في والديه، وفي تصرفاتهما، وأفعالهما مع الآخرين، ويقع هذا الأمر خصوصًا على عاتق رب الأسرة، إذ يعد رمز الشجاعة؛ لهذا فالقدوة الحقيقية لطفلك في هذا الأمر هما والداه، ومن ثم يمكنك أن تقصي على طفلك القصص البطولية لأبطال حقيقيين في تاريخنا المشرف.

3_طرق فعالة لتربية الطفل على الشجاعة

  • تربية الطفل على عدم الاستسلام: يلزم تربية الطفل على ضرورة المواجهة، وعدم الهروب من الحقائق الواقعية المحتمة؛ بل يجب تربية الطفل على أهمية المواجهة، والتعلم منها بشكلٍ إيجابي، ويجدر بالقول أن الفرد منذ طفولته معرضٌ للعديد من الضغوطات والصعاب المختلفة؛ لذا يلزم بدايةً من الأسرة ضرورة تربية الطفل على عدم الاستسلام، أو اليأس، بل يجب أن يستمر في محاولاته؛ لإيجاد الحل المناسب، مهما فشلت تجاربه.
  • الاعتراف بالخطأ أفضل الطرق لتربية الطفل على الشجاعة: يعد الاعتراف بالخطأ مهما كان، من أهم سمات الأشخاص الشجعان، والذي يجب أن يندرجوا تحت مفهوم القدوة الحقيقية في الشجاعة، لذا يلزم اتباع كافة أفراد الأسرة التعامل مع الطفل، وتربيته على هذا الأمر منذ صغره، فهناك الكثير والكثير من الأشخاص، لديهم العديد من المشاكل الحياتية، وليس لديهم أي قدرة على التصرف بشجاعة، إضافةً إلي أن المجتمع ينبذهم؛ لعدم اعترافهم بالخطأ؛ لذا تربية الطفل على الشجاعة، والاعتراف بالخطأ، أمرٌ شديد الأهمية.

ليعرف أطفالنا أبطالنا

  • كما ذكرنا مسبقًا مفهوم القدوة الحقيقية، ومدى خطورة أن يتخذ أطفالنا أبطالًا وهمية، غير واقعية، كمثال يحتذى به، فهذا أمرٌ رغم رؤية الكثير له على أنه بسيطٌ، إلا أنه يحمل عواقب وخيمة على الطفل، ومن ثم المجتمع، فلماذا لا نروي لأطفالنا قصص بطولات حقيقية حققها أبطال واقعيون من تاريخنا الإسلامي المشرف؟ ممن كان لديهم من الشجاعة، والإقدام، ما يجعل الفرد الواحد يحارب العشرات والعشرات وحده، دون خوفٍ أو تردد!
  • هؤلاء الأبطال الشجعان الذين استمرت سيرة انتصاراتهم الشجاعة على مدار التاريخ، ولم تنسَ البشرية، ولا المؤلفات التاريخية العظيمة، ولا تراب الأوطان، الشجاعة الحقيقية لهؤلاء الأبطال، سنكتفي بذكر ما يتسع لنا، ولا شك أن تاريخنا ممتلئٌ بمئات الشجعان، يمكنك أن تروي لطفلك قصص هذا البطل الشجاع المقدام، وأن تعلميه كيفية اتخاذه قدوة حقيقية له في حياته.

اروِ لطفلك قصص القدوة الحقيقية في الشجاعة لأبطالنا الحقيقين

  • يمكنك أن تعرفي طفلك قصص سيد الشهداء، وأسد الله: الشهيد حمزة بن عبد المطلب، عليك بتربية الطفل على مفهوم القدوة الحقيقية، على أساس بطولات جهاد حمزة ضد أعداء الإسلام، وبسالته، والشجاعة الحقيقية التي ظل متمسكًا بها في الحروب، حتى استشهد، وسمي أسد الله، لو ذكرنا تاريخ حمزة المشرف، ليكفي الحديث عن بطولاته الشجاعة في غزوة بدر، وغزوة أحد، وقصة استشهاد هذا البطل الشجاع، التي بكت جميع العيون، والقلوب لها.
  • إذا نظرنا على مدار التاريخ بعد ذلك، سنجد هناك بطلًا شجاعًا، يحارب صفوف غير محدودة من أعداء الإسلام، يبارزهم بصدر لا يعرف إلا الشجاعة، والإقدام، واحد من أقوى القادة الشجعان، الذي تصدى بشجاعته لأخطر مستعمرٍ على وجه البشرية، ألا وهو التتار، وبطلنا سيف الدين قطز الذي مزق شمل صفوفهم، وانتصر عليهم في معركة عين جالوت.
  • تلك هي القدوة الحقيقية التي ضربت أعظم مثالٍ للشجاعة، والتي يجب أن تحرص كل أسرة على ضرورة تربية الطفل على نمطٍ حقيقي من الشجاعة، والسلوكيات السامية.
  • يمكنك الاطلاع على نماذج أكثر من تاريخنا الإسلامي المشرف، من خلال كتاب مائة من عظماء الإسلام غيروا مجرى التاريخ.

سلسلة ليعرف أطفالنا أبطالنا
1-الأسرة ودورها الفعال في تربية الطفل

2-كيف تربي طفلك على القيادة؟

3-ليعرف أطفالنا أبطالنا ( كيف تربي طفلك على التواضع ؟ )

4-ليعرف أطفالنا أبطالنا ( كيف تربي طفلك على الصدق ؟ )

بقلم: آية ياسر