أصبح التعامل بين الزوج وزوجته، يدرس كفنٍّ في العديد من الدول, وذلك بسبب ارتفاع نسب الطلاق مؤخرًا، في العديد من المجتمعات, ويعتبر البعد عن الدين، والفقه، وتعاليم الإسلام في هذا الشأن، أحد أكبر الأسباب في تلك المشكلة الكبيرة، فقد ضبط القرآن والسنة هذه المعاملات، وأوضح ما للزوجين من حقوقٍ على بعض، وما عليهم من واجبات، في هذا الباب، فإن للزوج على زوجته حقوقًا متعددة، وهو ما سيكون موضوع ما يلي من السطور.

1ـ حق الزوج على الزوجة في الطاعة

حقوق الزوج على الزوجة، أعظم من حقوقها عليه، حيث جعل الله الرجل قوامًا على المرأة، ومسئولًا عنها، لذلك وجب عليها طاعة زوجها.

ونعني بالطاعة، أن تكون المرأة حافظة لزوجها، حافظة لأسراره، ولماله.

وعلى المرأة أن تكون محسنةً لأهل زوجها، أي أن تعامل أهله بطيب الأخلاق، ولا تحدث بينه وبينهم الفتن، والمشاكل.

حدود طاعة الزوج، تكون عند طلب الزوج منها أمرًا، يدخل في باب معصية الله – تعالى -، فوجوب الطاعة تكون في غير معصية الله، أو الشرك به.

بل جاء في الحديث أيضًا أن مستقبل الزوجة في الحياة الدنيا، مرتبطٌ برضا زوجها عنها، فوصف بأنه جنة المرأة أو نارها.

وقال الرسول الكريم في حديث له عن طاعة الزوج، بما معناه أنه لو كان له أن يأمر أحدًا للسجود لغير الله، لأمر الزوجة بأن تسجد لزوجها، فطاعة الزوج هنا عبادة.

2ـ حق الزوج على الزوجة في المتعة

وقد قدم الدين حق متعة الرجل على متعة المرأة، وعلى الزوجة أن تسلم نفسها للنكاح لزوجها، وعدم رفضها لذلك، حيث اعتبر الرفض في الإسلام ذنبًا كبيرًا تعاقب عليه المرأة.

وحدود تمتع الزوج بهذا الحق، هو وجود عذر شرعي للمرأة، كالحيض، والنفاس، أو صوم الفرض، والمرض.

3ـ حق الزوج على الزوجة منع من كره من دخول بيته

وقد أوضحت أحاديث النبي الجليل، أن للزوج الحق في فرض من يدخل بيته، فإذا كره أحدًا يجب على المرأة موافقته، وعدم السماح لمن كره بدخول بيته.

4ـ حق الزوج على الزوجة طلب الإذن للخروج من البيت

لا يمكن للمرأة أن تخرج من المنزل إلا بإذن زوجها، فإن منعها من ذلك فعليها الطاعة، وقد ذكر في أحاديث النبي أن في خروج الزوجة دون إذن، تلعن من الملائكة، في كل خطوة تخطوها.

وهذا الحق للزوج هو من باب معرفة الرجل بمكان امرأته، وأيضًا حفاظًا عليها، وعفةً لها من حديث الناس، ونظراتهم.

وأكد شيوخ وفقهاء الدين على ذلك، بأخذ مثال أنها يجب عليها طلب إذن الزوج، حتى في حالة ذهابها لرؤية والدها المريض، وللزوج الحق في رفض ذلك.

5ـ حق الزوج على الزوجة في حسن المعاشرة

ومن حق الزوج على زوجته، أن تعامله معاملةً حسنة، وأن تكون طيبة الأخلاق، فلا تقول له الكلام الجارح، والمهين، وتتمسك بالكلمة الطيبة، فهي مفتاح القلوب.

فالرجل بين يدي زوجته كالطفل الصغير، إن أحسنت معاملته، وداعبته، ودللته، تكون سحر تقلبه، فتكون ملكةً له، أوامرها مطاعة، وحقوقها مجابة، بل أكثر من ذلك، سيعيش الزوجان السعادة، التي هي من أكبر نعم الله على عباده.

ويقول الرسول الكريم بما معناه، أن الحياة رحلة، وأحسن متاع للمرء يمكن أن يستعين به، ويأخذه معه، هو الزوجة الصالحة، فهي سكنه، وبيت أسراره، ومدبرة أموره، ومستشار قراراته.

ليشرك الرجل زوجته في تفاصيل حياته، عليها معاشرته بما يرضي الله، بأن لا تقلل منه، أو تجرح رجولته، والتغاضي عن بعض أخطائه التي يمكن تناسيها.

6ـ حق الزوج في تأديب الزوجة

للزوج الحق في تأديب زوجته، عند معصية أوامره، التي تكون آمرة بالمعروف، وقد أعطى الله – تعالى – الزوج الحق في تأديب زوجته، بالتدريج.

وقد حدد المذهب الحنفي أربعة مواضع، يحق للزوج فيها تأديب زوجته بالضرب، منها:

  • عدم التزين له، عندما يحب أن تتزين.
  • عدم الرضوخ عند طلبها للفراش، دون وجود عذر شرعي.
  • ترك المرأة لصلاتها، وعدم القيام بالعادات بالشكل المطلوب.
  • خروج المرأة من منزلها، دون أخذ إذنه مسبقًا.

7ـ حق الزوج في خدمة زوجته

ونعني هنا حق الزوج على زوجته بخدمتها له بالمعروف، ويكون ذلك حسب كل شخص، وقوته، وطبيعة المكان التي جاءت منه، فكما أحق الله للزوجة أن يصرف عليها، ويقوم بها، من حق الزوج أن يكون مرتاحًا في بيته، فيكون نظيفًا، ومرتبًا، وبه أكل، وتكون ملابسه نظيفة، وطاهرة.

8ـ حق الزوج في الحفاظ عليه

وينقسم هذا الحق ضمن عدة بنود منها:

  •  أن تحفظ الزوجة نفسها: ويعني أن تخاف على نفسها، وبيتها، ولا تخرج دون إذن زوجها، حتى وإن كان موجودًا.
  •  حفظ ماله: المرأة الصالحة هي التي تحفظ مال زوجها، ولا تسرف في صرفه في أمور تافهة، فهو من حق الزوج عليها، وما أوصانا به الله – تعالى – في القرآن.
  •  حفظ أهله: وتعني معاملة أهله بطيب خاطر، وعدم إلحاق الضرر بهم، حتى وإن لم تقدم ما ينفع أهله.
  • حق الزوج في حفظ أبنائه: من حق الرجل أن يكون مطمئنًا على أبنائه مع زوجته، يجب عليها حمايتهم، وتربيتهم على أصول الدين، والأخلاق الحميدة.
  • حق الزوج في حفظ أسراره: فعلى الزوجة عدم فضح أسرار زوجها، حتى أمام أبويه، وأقرب الناس إليه، كما عليها صون لسانها عن ذلك، أمام أهله، وأقاربهم، فلا تعطي معلومات عن طريقة عيشهم، والمعاملة بينهم، ولا تشتكي عليه ضيق الحال التي هم عليها، فعليها القبول بالعيش معه، على السراء، والضراء، كما تقول عقدة النكاح.

إن حقوق الزوج على الزوجة هي أكثر، وأعظم، وتؤجر المرأة على العمل بها، واحترامها، كما  في احترام حقوق الزوج تسهيلٌ في سلاسة الحياة بينهما، وأيضًا حفظ لهما من المشاكل المتعددة، التي تأتي بسبب عدم ايتاء كل ذي حق حقه، وقد أكد الإسلام على ضرورة العمل بما جاء ذكره في النص الديني، في هذا الباب.

المراجع:

حق الزوج في الإسلام.

زوجتك جنتك ونارك.