كيف أرضي زوجي وفق الشريعة الإسلامية؟

وضع الدين الإسلامي قواعد، وشروط بين الزوجين، وذلك لإقامة حياة زوجية كريمة، فمنها ما يتعلق بالزوجة، وحقوقها، ومنها ما يتعلق بالزوج، وحقوقه، وواجبات كل منهما على الآخر، حيث تعتبر هذه القواعد، والشروط، أساس البنية الزوجية، ونعرف جميعنا أن الحياة الزوجية لا تخلو من الصعاب، والمشاكل، ولكن لا بد من الالتزام، والتمسك بما جاء به رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – من الدين الحنيف، فالحياة الزوجية الصالحة هي التي تقوم على الود، والتصالح، واحترام كل منهما للآخر، وسنتحدث عن قضية تتساءل عنها كل زوجة، وهي: كيف أرضي زوجي وفق الشريعة الإسلامية؟ وما الحقوق الواجبة في حقه؟

 

علة إرضاء الزوج .. كيف أرضي زوجي وفق الشريعة الإسلامية؟

  • كيف أرضي زوجي وفق الشريعة الإسلامية؟ لإقامة حياةٍ زوجية سليمة، يثاب عليها الزوج والزوجة معًا، فلا بد من احترام كل منهما للآخر، وذلك عن طريق أداء حقوق كل منهما، وللزوج على زوجته حقوقٌ، يجب عليها تأديتها بكل محبة، فطاعته من طاعة الله.
  • حيث روى عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود، الولود، العود على زوجها، التي إذا آذت، أو أوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول: والله لا أذوق غمضًا حتى ترضى ” ورواه الطبراني،وحسنه الألباني.
  • ونفهم من الحديث أن نساء أهل الجنة هي التي ترضي زوجها، وتطيع كلامه، وسنتعرف الآن على أهم حقوق الزوج على زوجته.

 

طاعة الزوج في الإسلام

  • أول حق للرجل على زوجته هي الطاعة، فالله – تعالى – يقول: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) سورة النساء آية رقم ٤٣.
  • فالرجل مسئولٌ عن رعيته، وأهل بيته، يأمرهم، ويلزمهم ببعض الأوامر، التي قد تكون ليست على هواء الزوجة في بعض الأحيان، ولكنها تعود عليهم بالنفع فيما بعد، قال النبيّ – عليه السّلام -: ( إذا صلَّت المرأةُ خمسَها، وحصَّنت فرجَها، وأطاعت بعلَها، دخلت من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شاءت ) والحديث رواه أبو هريرة في صحيح الألباني.
  • ونستدل من ذلك أن الزوجة التي تطيع زوجها، يدخلها الله الجنة، من أي باب تختار، وعلى ذلك، فطاعة الزوج واجبة أشد الوجوب، فتعالي نجيب سويًّا على سؤال: كيف أرضي زوجي وفق الشريعة الإسلامية؟

 

  • عدم الصيام إلا بإذن الزوج

  • ومن أهم حقوق الزوج على زوجته، هو ألا تصوم إلا بإذنه، وذلك في غير الفرض؛ لأنها إذا أفطرت في رمضان، فعليها قضاؤه؛ لأنه حق الله – تعالى – فلا بد من صيامه بعد قضاء فترة الحيض، وما شابه.
  • أما إذا كان صيام تطوع، فعليها استئذان زوجها قبل نية الصيام، وإذا كان غائبًا عليها صيامه بدون إذنه؛ لأنه لا يسبب ضررًا، وعلى ذلك قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ” لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهدٌ إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه ” والحديث متفقٌ عليه، رواه أبو هريرة – رضي الله عنه -.

 

  • تمكين الزوج من الاستمتاع

  • عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح ” رواه البخاري.
  • وعلى ذلك، فإن حق الزوج على زوجته الاستمتاع بها، بعد أن سلمت نفسها له بعقدٍ على سنة الله ورسوله، وبعد إعطائها مهرها، فذلك من حقوقه الشرعية.
  • ولكن إذا رفضت المرأة نداء زوجها لها على الفراش، دخلت في دائرة المعصية؛ لأنه لا يجب أن ترفض المرأة ذلك، إلا في حالة الحيض، وصيام الفرض.

 

  • تأديب الزوجة من زوجها

  • كيف أرضي زوجي وفق الشريعة الإسلامية؟ من حق الزوج على زوجته أن تطيعه، وتفعل ما يأمرها به، فإذا لم تفعل، فعليه تأديبها من غير أذى، وذلك يكون بهجرها، وضربها بطريقة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى تعلم أنها عصت زوجها.
  • ومن أهم أدلة القرآن الكريم على تأديب الزوج لزوجته: قوله – تعالى – ” وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا “سورة النساء الآية رقم 34.
  • وقوله – تعالى -: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ” سورة التحريم الآية رقم 6.

 

  • عدم الخروج إلا بإذن الزوج

  • إذا خرجت الزوجة من غير إذن زوجها فقد عصته، حيث يجب عليها استئذان زوجها أولًا، وبناءً على رأيه تخرج، أو لا.
  • فالزوجة مأمورة بطاعة زوجها في جميع الأحوال، إلا أن يأمرها بمعصية الله؛ لأن الرسول – عليه السلام – يقول: ” لا طاعة في معصية،إنما الطاعة في المعروف ” والحديث متفقٌ عليه، رواه علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -.

 

  • الاعتراف بكل ما يفعله الزوج

  • كيف أرضي زوجي وفق الشريعة الإسلامية؟ واحدة من الأمور التي ترضي الزوج هي الاعتراف بكل ما يفعله لك من خير، فيشعر في هذه الحالة أنه رب المنزل، وله الكلمة، والطاعة، وذلك من آداب حسن المعاشرة.
  • مما يزيد الحب، والود، بينك وبين زوجك، وأوضح الرسول – صلى الله عليه وسلم – ذلك، فعن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” أُريتُ النارَ فإذا أكثرُ أهلِها النساءُ، يَكْفُرن، قيل: أيَكْفُرن باللهِ؟ قال: يَكْفُرن العشيرَ، ويَكْفُرن الإحسانَ، لو أحسنتَ إلى إحداهُن الدهرَ، ثم رأتْ منك شيئًا، قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قطُّ ” متفقٌ عليه.
  • فالرسول ينهى الزوجات عن نكران جميل، ومعروف الزوج، فإذا أرادات الزوجة إرضاء زوجها، فعليها تحمله في وقت الشدة، وعدم ذكر مساوئه، بل عليها ذكر محاسنه، وما يفعله في الدنيا من أجلها، فذلك من باب إحسانك، وطاعتك لزوجك.

 

  • التزين للزوج

  • من الأمور التي تسعد، وترضي الزوج: أن يرى من زوجته كل ما هو جميل، فعليها التزين؛ حتى تقع عينه على ما يرضيه.
  • وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – سئل النبي: أي النساء خير؟ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره ” رواه النسائي.
  • فيأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – الزوجة بالتطيب، والتزين لزوجها، فذلك من الأمور الواجبة على الزوجة، لأداء واجبات الزوج، وإرضائه.

 

  • حفظ سر الزوج

  • يجب على الزوجة حفظ سر زوجها، وعدم التحدث بما يخصه، وبما يخص حياتهم الزوجية أمام أحد، سواء كان من أحد أفراد الأسرة، أو خارجها، من باقي العائلة، أو الأصدقاء.
  • لأنه قد يؤدي إلى انزعاج الزوج من عدم طاعة زوجته له، فإذا حدثك زوجك بأمرٍ، فعليك حفظه، مما يزيد من ثقة زوجك بك.

 

  • إرضاء الزوج أم الوالدين؟

  • نعرف جميعنا أن الأب والأم لهما فضلٌ كبيرٌ على أبنائهما، ولكن إذا تزوجت المرأة بإرضاءٍ من ولي أمرها، فعليها طاعة زوجها، وإرضاؤه، ثم الوالدين.
  • حيث وردت أحاديث كثيرة من السنة النبوية تبين فضل إرضاء الزوج، ومدى أهميته، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ” رواه ابن ماجة، وصححه الألباني.
  • كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في الفتاوى: ” المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب ” وعلى ذلك نستنتج أن طاعة الزوج مقدمة، وأولى من طاعة الوالدين، ونصت الأحاديث الشريفة على ذلك؛ حفاظًا على كيان الأسرة، وحمايةً للأطفال من العيش بدون أب، أو أم.