مشروعية الزواج في الإسلام:

لقد  حَثَّ النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – على الزواج، ورغَّب فيه، فقال: (( يا مَعْشَرَ الشباب، مَن استطاع الباءة فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصَر، وأحصَنُ للفَرْجِ، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصوم؛ فإنَّه له وجاء ))؛ أخرجه البخاري، ومسلم.

  • وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (( تزوَّجوا; فإنِّي مُكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة )).
  • ولقد أجمعت الأمَّة على مشروعيَّة النكاح.
  • وهنا دليلٌ واضح من القرآن الكريم على مشروعيَّة الزواج في الإسلام:

{ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}، تعتبر هذه الآية الكريمة رقم 27 من سورة القصص، دليلًا على أهمية الزواج، فهذه الآية تروي قصة موسى – عليه السلام – عندما ذهب إلى البادية؛ هربًا من بطش فرعون، وقومه، عندما قتل أحد الاشخاص من قوم فرعون في السوق، فمكث في البادية، وجاءه شيخٌ كبير، وقال له: أريد أن أزوجك إحدى ابنتي، على أن تقوم برعي الأغنام لي مدة ثماني سنوات، وإن أتممت عشر سنوات، فهذا فضلٌ من عندك، فوافق موسى – عليه السلام – وكان رجلًا مخلصًا، وأمينًا، وصادقًا في عمله، فزوجه الشيخ إحدى ابنتيه حسب اتفاقهما، وهذا دليلٌ قاطع على أهمية الزواج في الإسلام، حيث كان نبي الله موسى – عليه السلام – بعيدًا عن أهله، ووطنه، وقد قام بتطبيق شرع الله، ومنهجه في الحياة، وتزوج، فالزواج شيءٌ مشروع في الإسلام، وذلك لحكمةٍ عظيمة من الله – عز وجل – حيث أراد الله – سبحانه وتعالى – أن يحفظ النفس البشرية من كل ضرر، ويحفظ كرامتها وحقوقها أيضًا.

1.1هناك أركان للزواج:

أولا • وجود طرفين للزواج، مع التأكد من عدم وجود أي مانع من موانع الزواج، التي تمنع صحة الزواج ، والمقصود بالمانع أن يكون الزوج ( كافر ) أو  ( مشرك ) غير مسلمٍ، يعتنق أي ديانة غير الإسلام، فقد حرم الله هذا الزواج، وأكد هذا في كتابه العزيز، عندما قال: ( وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) آية رقم221 من سورة البقرة، وذلك لأن ذرية هذا الزواج ينتج إلى ديانة الأب، وبالتالي لا نحقق الغاية الأساسية من الزواج في الإسلام، وهي الزيادة في أمة محمدٍ ( الأمة الإسلامية ).

  • ومن الموانع أيضًا أن يكون الزوجان أخوين بالرضاعة.

ثانيا •وجود اللفظ الصريح بالإيجاب من قبل الولي، بقول: ( زوجتك فلانة ) واللفظ الصريح بالقبول من قبل الزوج  بقول: ( قبلت ) حتى يتم هذا الزواج.

1.2-أهمية الزواج للفرد والمجتمع:

○ المحافظة على المجتمع من ارتكاب الفواحش، والمعاصي، والجرائم، مثل جريمة الزنا مثلًا.

○  الزواج هو الوسيلة الشرعية لإنجاب الأولاد الصالحين، والنافعين، لدينهم، ومجتمعهم، وذلك بتربيتهم تربية إسلامية صحيحة.

○ يساعد الإنجاب على زيادة النسل، وتكاثر الأمة الإسلامية، وزيادة عددها، وذلك لما جاء في هذا المعنى في عدة أحاديث، منها ما رواه النسائي، وأبو داوود، والإمام أحمد، بلفظ قوله – صلى الله عليه وسلم -:( تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثرٌ بكم الأممَ يومَ القيامةِ ) وهو حديثٌ صحيح، رواه الشافعي عن ابن عمر.

○ يساعد في تقوية الروابط الاجتماعية، من خلال النسب، والمصاهرة بين العائلات.

○ يحافظ الزواج على كرامة، وحقوق كلا من الزوج، والزوجة، وذلك بحفظ حقوقهم، حتى في حالات الموت، أو الطلاق.

○ يساعد الزواج على حماية المرأة من ظلم المجتمع، الذي قد تقع فيه، وأيضًا حمايتها من التعرض للأذى، وإمدادها بالحب، والأمان، والعطف.

○ الزواج اقتداءٌ بسنة الأنبياء السابقين، وبالأخص رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – حيث حث على الزواج من مثنى، وثلاث، ورباع، حيث كان – صلى الله عليه وسلم – متزوجًا من 9 نساء، وهي حالة خاصة بالنبي – صلى الله عليه وسلم – ولا يجوز لأحد من المسلمين أن يتزوج أكثر من 4 نساء في وقتٍ واحد، وذلك فقط لمن لدية القدرة المادية، والصحية للزواج بالطبع، وهناك هدفٌ، وغاية لهذا الأمر، وهو تكاثر الأمة الإسلامية، وزيادة عددها، وبالتالي تقليل نسبة العنوسة.

○ يعتبر الزواج هو الطريق  الشرعي  لحفظ الفرج، وغض البصر، فهو يحفظ الشباب من الوقوع في ارتكاب المعاصي، والنظر إلى المحرمات، فهناك الكثير من شباب اليوم يبحثون في مواقع الإنترنت على مواقع إباحية، وهي بالطبع محرمة شرعًا في ديننا الإسلامي الحنيف، حيث حرم الرسول – صلى الله عليه وسلم – النظر إلى كعب المرأة، فما بالك بالنظر إلى عورتها، وأيضًا حرم على المرأة الخروج متبرجة، حتى لا تلفت الأنظار إليها، وأمرها باللباس الشرعي الإسلامي، وأمر الشباب بغض البصر، كما حرم الإسلام على المرأة أن تنظر إلى عورة امرأة مثلها،  ولكي لا يلجأ الشاب، أو الفتاة بشكلٍ عام إلى هذه الطرق المحرمة، والنظر إلى هذه المواقع، فإن الحل الوحيد في هذه الحالة هو الزواج.

○ في الزواج كسبٌ للحسنات، حيث جعل الإسلام لكل شيءٍ يفعله الإنسان صدقةً، وأجرًا، وذلك للتخفيف من ذنوب المسلمين، والزيادة لهم في الحسنات، والثواب، حيث جعل الإسلام الزواج صدقةً يؤجر عليها المسلم، هو وزوجته، والدليل القاطع على هذا كلام رسولنا الكريم – محمد صلى الله عليه وسلم – حيث قال:

(( وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ قالوا: أَيَأْتِي أحدُنا شهوتَه يا رسولَ اللهِ ويكونُ له فيها أجرٌ؟ قال: أليس إن وضعها في حرامٍ كان عليه وِزْرٌ؟ فكذلك إذا وضعها في حلالٍ كان له أَجْرٌ )) رواه مسلم.

1.3-فوائد الزواج على صحة المرأة:

° أكدت دراسات بحثية على أن المرأة المتزوجة تستفيد صحيًّا من الزواج، وذلك لأن الزواج يساعد على حرق السعرات الحرارية من خلال العلاقة الزوجية.

° يعمل على تحسين عمل القلب، وتقوية عضلاته، من خلال استنشاق كمية كبيرة من الأكسجين، وذلك من خلال الممارسة المنتظمة للعلاقة الزوجية.

° أكدت الدراسات الحديثة على أن الأشخاص المتزوجين أقل عرضةً للإصابة بالصداع، وأكثر مقاومةً لمرض السرطان؛ لأنهم يتمتعون بمناعةٍ قوية.

° يعمل على صفاء، ونقاء البشرة، ويجعلها دائمًا متألقةً.

° يساعد الزواج على تقوية العضلات.

° أيضاً من المميزات الرائعة للزواج، أنه يخفف من معدل التقلبات النفسية، ويساعد على زيادة الشعور بالراحة، والاستقرار النفسي للمرأة، وذلك من خلال دراساتٍ حديثة، أكدت على وجود مواد كيميائية في السائل المنوي، يعمل على تهدئة الأعصاب.

° من مميزات الزواج أنه يساعد على التخلص من الأرق، والنوم المتقطع، وانتظام عملية النوم.

° يساعد على تقوية الخبرات الاجتماعية لدى المرأة، والزوج أيضًا.

° يقلل الزواج من هرمون الكورتيزون المصاحب للضغوطات النفسية، والتي تؤدي في أغلب الأحيان إلى الانتحار، وهو موجودٌ بكثرة عند العازبين.

° يساعد الزواج على إفراز هرمون الأستروجين، الذي يعمل على محاربة الشيخوخة المبكرة.

 

  1. المصادر:

 

بقلم/ فاتن بشير