قتل الزوجات على يد أزواجهن يكون وفق نسق معين حيث يمكن للشرطة العمل بشكل مضاد لهذا الأسلوب مما يساعد على منع وقوع المزيد من الجرائم التي انتشرت في الآونة الأخيرة

1- جمعية قتل الزوجات الهزلية

لعلك تكون قد شاهدت فيلم جمعية قتل الزوجات الهزلية إنتاج 1962 بطولة كلا من صلاح ذو الفقار وزهرة العلا وتدور أحداثه حول زوجين يحدث بينهما العديد من المشاكل والنزاعات المستمرة، في يوماً ما يرصد الزوج أن كل من يعرفهم يعانون أيضاً من نفس المشاكل التي يعاني منها مع زوجته، فيقرر تأسيس جمعية سرية لقتل الزوجات.

ويعرف قتل الزوجات بأنه هو قتل الشخص لزوجته أو شريكة حياته بغرض التخلص من العلاقة الزوجية التي لا يستطيع الهروب منها.

في إحصائية على مستوى العالم أجريت عام 2017 تم قتل أكثر من 30 ألف امرأة على يد أزواجهم الحاليين أو السابقين.

وفي دراسة خاصة من قبل الخبيرة البريطانية في علم الجرائم جين مانكتون أوضحت أن قتل الزوجات على يد أزواجهن يكون وفق نسق معين حيث يمكن للشرطة أن تعمل بشكل مضاد لهذا الأسلوب مما يساعد على منع وقوع المزيد من هذه الجرائم التي انتشرت في الآونة الأخيرة.

2- مراحل قتل الزوجات

لاحظت أيضاً الخبيرة جين بعد دراسة أكثر من 372 جريمة قتل وقعت في بريطانيا، أن عملية قتل الزوجات تأخذ 8 مراحل يمر بها أغلب الرجال قبل أن يأخذ قراره بالقتل، وكانت المراحل الـ 8 التي توصلت لها جين في أغلب حالات القتل هي:

  • التعارف على بعض في وقت قليل، يليه الشروع في الزواج بعد فترة بسيطة جداً.
  • تبدأ الغيرة المفرطة من قبل الارتباط الرسمي.
  • يظهر سلوك السيطرة وعدم تقبل آراء الطرف الآخر تظهر في العلاقة.
  • ثم سلوك التهديد بإنهاء العلاقة أو الطلاق أو البداء في حجج أنه على وشك الإفلاس المالي.
  • التصعيد؛ وذلك يتم بتكثيف محاولات السيطرة على الزوجة، بزيادة التهديدات بالانتحار.
  • تغير مفاجئ في التفكير، من تهديدات بالانتحار إلى تفكير في الانتقام أو القتل.
  • التخطيط، وهذه الخطوة تستغرق بعد الوقت قبل أن يقدم الزوج على شراء سلاح.
  • تنفيذ الجريمة، حين تحين الفرص المناسبة للانفراد بالزوجة يقدم بشكل متهور على قتلها، مع عدم شعوره بالندم أو إحساسه بأي ذنب.

وفي بعض الحالات القليلة من الممكن أن تزيد مرحلة وهي الطلاق أو الانفصال.

3- التفسيرات النفسية لأسباب ذلك:

هناك العديد من التفسيرات النفسية للأسباب التي تدفع الزوج لقتل زوجته ولكن مؤخراً تم تلخيصهم في نظريتين وهما:

  • نظرية صراع اللاواعي :

هي نظرية تتبنى فكرة أن من يقتلون زوجاتهم يكنون لهم في اللاوعي مزيد من الكراهية والاحتقار، ويتمنون مغادرة هذه العلاقة عند أقرب فرصة ولكنهم أكثر عجزاً عن فعل ذلك، ويكون الحل الوحيد أمامهم هو قتل زوجتهم.

وتقدم هذه النظرية تفسيراً منطقياً للزوج الذي ينتحر بعد قتل زوجته، وذلك ليس لشعوره بالذنب بل بسبب عجزه عن فعل أي شيء آخر غير القتل.

  • نظرية آليات الدفاع:

يعتقد البعض أن التعرض للعنف في الطفولة من الأسباب المحورية لفعل ذلك. حيث أن المرء يظل متأثراً بالعنف الذي تعرض له في الطفولة كنوع من الكبت الذي ينفجر تلقائي عند البلوغ، ويصل إلى أعلى مدى له عند الزواج، ويظل العنف هو نوع من التكيف الدفاعي في اللاوعي بالنسبة له، وهو آليته الوحيدة في الدفاع عن نفسه، وتشير بعض التقارير النفسية أن أغلب من يقتل زوجته يكون لديهم ميل واضح لرفض حياة الأسرة وتربية الأطفال.

4- كيف يمكن تفادي قتل الزوجات؟

أكدت الخبيرة جين والتي تعمل مدرسة في جامعة غلوستيرشير،

أن هناك مرحلة من ضمن مراحل قتل الزوجات تكون جرس إنذار هي عند التحول من الغيرة إلى السيطرة من الممكن أن يكون مؤشراً رئيسياً على أن هناك جريمة يخطط لها الزوج. ونبهت جين إلى أن هناك بعض الحالات يكون الضحية هو الزوج وتكون الزوجة هي القاتلة إلا أن هذا يحدث بنسبة لا تتجاوز الـ 20٪ وتظل نسبة 80٪ ترتفع عام بعد آخر بين النساء.

5- هل قتل الزوجات يحدث بشكل عفوي؟

يعتقد البعض أن جرائم قتل الزوجات تحدث بشكل عفوي ولكن هذا غير صحيح على حسب ما أكدت جين التي أوضحت أن أغلب الحالات التي يتم فيها قتل الزوجات يكون وفق نمط وتخطيط محكم بالإضافة إلى إصرار من الزوج يزداد يوماً بعد آخر.

وفي تأكيد عملي على ذلك؛ تعرضت أليس راغلز لطلاق بعد علاقة مشحونة بالتوتر والمشاجرات، ورغم ذلك لم يتركها زوجها السابق بل ظل يطاردها حتى قتلها، وبسؤاله هل تعمد فعل ذلك؟ أجاب بنعم بأنه خطط لذلك منذ ان انفصلت عنه.

أما والد الضحية فأوضح أنه بالنظر إلى المراحل الثمانية التي توصلت إليهم الخبيرة جين فهي كلها كانت موجودة في علاقة ابنته مع زوجها، وتمنى لو أنه كان قد قرأ تلك الدراسة قبل فوات الأوان، حتى ينتبه لذلك وينقذها من القتل. لكن في نفس الوقت طالب بالعمل على نشر واسع لتلك الدراسة لعلها تنقذ ضحايا آخرين.

6- هل دراسة قتل الزوجات تستحق الانتشار بين الناس؟

تقول جين بأن مسألة انتشار الدراسة أصبح امر لا بد منه فبالنظر إلى ردود فعل الضحايا والمتخصصون في العنف الأسري تجدهم جميعاً يقولون” غير معقول علاقتي في المرحلة الخامسة أنا خائفة أو يقول أحد المختصين: للأسف قابلت حالة في المرحلة الرابعة”

تجاوباً مع تلك الدراسة التي قامت بها جين رحبت بها جداً الشرطة المحلية، بل شرعوا في تطبيقها على الكثير من الحالات التي سبق لهم العمل عليها وأكدوا أنها تضع الكثير من النقاط على الحروف في فهم بعض الأسباب والدوافع لـ قتل الزوجات كما أن الدراسة تساعد في فهم أعمق للعنف الأسري والانتهاكات الزوجية والملاحقات والمطاردات التي لا تنتهي من قبل الزوج السابق لطليقته.

وقالت جين بالنسبة للشرطة بمجرد أن يفهموا هذه المراحل المختلفة من الممكن يساعدهم ذلك على اقتفاء أثر الجناة المحتملين بسهولة عن ذي قبل.

وتم نشر الدراسة في بعض المجلات المهتمة بحقوق المرأة وتمنت جين أن تنال الدراسة حظا أكبر ويقرأها الجميع.

وتعمل الآن جين على البحث عن طرق آمنة وفعالة لحماية الزوجات من العنف الأسري وحتى يتوقف مسلسل قتل الزوجات بشكل نهائي.

7- تأثير ذلك على الأطفال:

عندما يقتل الزوج زوجته يعاني أطفالهم من صدمات كبيرة تؤثر بشكل كبير عليهم في بقية حياتهم، إذا يصبحون بمفردهم، فالأم قد ماتت والأب قد ذهب إلى السجن أو انتحر، وبالتالي يعانون من هذه الخسائر الفادحة، يكبر داخلهم كراهية كبيرة للمجتمع الذي دائماً ما يحاسبهم على أحداث ليس لهم بها أي دخل وغالبا يصاحب الصدمات التي يتعرضون لها تأثيرات كثيرة على الصحة النفسية والجسدية للأطفال.

وختاما ً :

قتل النفس أعظم الحرمات التي تحدث على وجه الأرض ومن الكبائر التي حرمها الله سبحانه و تعالى ونهى عنها، لذلك يجب أن يبحث الناس عن حل مشاكلهم بضبط النفس وبهدوء والبعد عن العنف أي كان.

 

8- المصادر: