1- معضلة السؤال الدائم الزواج أم العزوبية ؟

تلك المعضلة التي تتضارب بها الأقاويل بين مؤيد ومعارض، هناك من سوف يشجعك على الزواج، ومن جهة أخرى هناك من يفضل أن تظل عازب، وحر بلا قيود فمن نصدق إذا؟

البعض يقول بأن الزواج خطوة محفوفة بالمخاطر، وغالباً ينتهي المطاف بعدد كبير من الأشخاص المتزوجين بالطلاق، بعدما يكون قد دفع الثمن المالي والعاطفي مقابل ذلك..

بينما البعض يقول بأن العزوبية تسبب مخاطر نفسية وصحية لا تنتهي..

هل هي معضلة صعبة إلى هذا الحد؟ وإذ لم تكن كذلك لماذا كل هذا التضارب في الأراء؟

 2- الزواج أم العزوبية كيف يمكننا إتخاذ القرار بسهولة

على الرغم من أنه لا يوجد ما يكفي من الأبحاث حول هذا السؤال، ولكن سنحاول الإجابة عليه بشكل منطقي عن طريق طرح بعض الأسئلة حول هذا الموضوع. بالتأكيد الأمر ليس بتلك السهولة التي من الممكن أن نتخيلها، ولكن يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ونحن نقرر تلك الأشياء المحورية التي ستبنى عليها حياتنا فيما بعد، ونجيب على بعض الأسئلة حتى نستطيع أن نفهم، وإلى أي جانب يجب أن ننحاز؛ الزواج أم العزوبية ؟

  • كيف تتخيل صورة فتاة الأحلام أو فارس الأحلام؟

هل تؤمن بأن الحياة الزوجية مشاركة في كل الأشياء كبيرة كانت أو صغيرة؟ بأن تتقاسم مع شريك العمر الأحزان والمشاكل كما تتقاسم معه السعادة والفرح.. أم أنك تنظر إلى السعادة الزوجية بشكل مختلف عن الآخرين؟ الأمر في بعض الأحيان يكون غامض حتى للشخص نفسه، فالكلام سهل والمبادئ تظل قائمة مالم تختبر بجدية.

هناك قصة ممكن أن تساعدنا في الإجابة على هذا السؤال؛ في يوماً ما قالت فتاة لصديقتها: لو قررتي الزواج هناك رجل معين ستبحثين عنه؟ اجابتها قائلة: نعم سأبحث عن شاب يعمل في وظيفة صعبة، ويحب العمل التطوعي، ويحرص على ممارسة الرياضة باستمرار حتى يكون جسده رشيق ونشط دائماً.

سألتها مرة أخرى مستفسرة: إذا أنت تريدين شخصاً يجعل حياتك ‏‏‎أفضل ويشجعك على الأشياء التي تريدين فعلها؟

أجابت بكل بساطة: لا، أنا أريد أن أتزوج شخص لا يقضي وقته في المنزل حتى أكون على حريتي دائماً.

أفكار تلك الفتاة عن الزواج ليست مثالية ولن تكون بالتأكيد سعيدة في الارتباط لذلك سيكون من السهل عليها أن تجاوب على سؤالنا الزواج أم العزوبية ؟ بالتأكيد هي ستختار أن تعيش بلا قيود طوال حياتها.

  • هل كنت مرتبط من قبل؟ وكيف كان شعورك وأنت تخوض هذه التجربة؟

ما انطباعك عن هذه الفترة؟ هل كنت سعيد في هذه التجربة؟ هل شعرت بأنك متقبل وجود شريك حياتك، وأنه يستحق أن تكمل معه ما تبقى من عمرك؟ إذا كان الجواب بنعم، هل كنت تشعر بأن حريتك تسلب منك بشكل تدريجي في هذه العلاقة؟

الكثير يحب فكرة الإرتباط، وأن يكون في حياته قصة حب حالمة، ولكنه لا يريد التقيد بالزواج، وغير مستعد أن يتقبل فكرة أنه يشاركه أحدهم كل شيء في حياته حتى خصوصيته، لذلك اختيار العزوبية أم الزواج يرجع لك أنت. ‏

  • هل كانت لك علاقة عاطفية في الماضي؟ كيف كانت شعورك عندما انتهت؟

الكثير منا يشعر بالحزن الشديد عند الإنفصال عن شخص نحبه ويظل معلقاً بهذا الشخص لفترة طويلة لا يستطيع أن ينساه خاصة إذا كان الطرف الآخر هو من أنهى العلاقة، في حين أن هناك أيضاً الكثير من الناس لا يشعرون بأي حزن أو ألم سواء تركوا أو تركهم من يحبوا، بل على العكس يشعرون بالراحة، ويجدونها فرصة لكي يعودوا إلى حياتهم الخاصة. إلى أي فريق تنتمي؟ وعلى هذا الأساس ستختار الزواج أم العزوبية ؟

  • لآن أنت قررت أن تتزوج وتبدأ رحلة البحث عن شريك حياتك؛ ما هو شعورك؟

‏الآن أنت قلت نعم للزواج، هل تشعر بالفرح أم الحزن؟ هل أنت منطلق نحو تنفيذ تلك الخطوة أم تشعر بأنك مضطرب ومتردد وبحاجه لبعض الوقت لتفكر مرة أخرى؟

في دراسة أجريت على ما يقرب من 500 شخص متزوج حديثاً، وتم سؤالهم هل شعروا بالتردد عندما قالوا نعم للزواج، أجابت نسبة تقترب من النصف من الرجال والنساء بـ نعم شعرنا بالتردد، وأن كان التردد ليس بنقطة حاسمة في الإجابة على السؤال الزواج أم العزوبية إلا أنه يكون مؤشر على استعداد الشخص على تقبل فكرة الحياة الزوجية من عدمها.

  • ‏بعدما تزوج جميع أصدقائك، وأفراد عائلتك، بماذا تشعر؟

هل تشعر بالقلق بأن يتقلص الإهتمام بك، والسؤال عليك؟ الآن أنت وحيد، وشعور الوحدة سيزداد داخلك، من كنت تخرج معهم في أي وقت لم يعودوا متاحين الآن إلا في أوقات معينة.

إن كنت تشعر بالسوء، فلماذا؟ هل أنت قلق من أن يتم تهميشك لأن أصدقائك وأفراد ‏عائلتك ينضمون ‏إلى نادي المتزوجين؟ هذا قد يحدث فهو قلق وارد، كما أن الأمر مختلف عندما تنظر إلى أناس في حياتك حديثي الخطوبة أو الزواج، وتتمنى أن تمتلك ما ‏يمتلكون.

‏فلو كنت تدرك أن الثنائي حديث الزواج قد يمران بأوقات نادراً ما يتكلم أحدهما مع ‏الآخر، أو يسببان الحرج لبعضهما ‏أمام الغرباء، أو يتجادلان بسبب أشياء تافهة، ولكنك لا زلت تتوق ‏إلى ما يملكان، فأنت الآن مستعد لتخبرنا بصدق إلى أي جانب تريد أن تنحاز الزواج أم العزوبية.

  • هل أنت إنسان رومانسي؟

هل تحب مشاهدة الأفلام الرومانسية؟ هل تؤثر فيك لدرجة أن تبكي في بعض الأحيان؟ هل تحلم بأن تعيش حياة مماثلة، يملؤها الحب، وتحركها العاطفة؟ إن كنت تكره ذلك فأنت بالتأكيد ستكون من أنصار العزوبية أم أنت كنت تحب فعل ذلك فأنت ستكون مناسب جداً للزواج.

  • ‏هل تعجبك حياتك كعازب ؟ ‏‎

كما يوجد الكثير من الحكايات المعسولة حول الزواج، يوجد أيضاً الكثير من الإنتقادات لحياة العزوبية، حتى أن أنصار العزوبية يصعب عليهم الإعتراف في المطلق بأفضلية تلك الحياة، لكن هذا السؤال يجب أن يخضع لشعورك الحقيقي حيال حياتك اليومية، هل أنت سعيد بأنك تقضي يومك كعازب، لا يوجد أحد يشاركك يومك، هل تحب أن تظل هكذا؟ وهذا سؤال الإجابة عليه تظل صعبة بحاجة لصدق تام.

فكر جيداً وأنت تقضي يومك بمفردك، هل تشعر بالوحدة والتعاسة عندما تكون مدعوا لمناسبة إجتماعية؟ هل تشعر بالضيق لأنه لا يوجد أحد يرافقك مثل باقي اصدقائك؟

  • صحتك النفسية والجسدية ما أخبارها؟

في آخر دراسة حول حياة الصحية للمتزوجين والعزاب كان هناك أكثر من 45٪ من المتزوجين راضيين عن صحتهم بعد الزواج، وأن نمط الحياة الزوجية أثر كثيراً في تحسين أسلوب حياتهم وطريقة تناولهم للوجبات على الرغم من أنهم لا يمارسون الكثير من الرياضة.

بقلم : إبراهيم المحلاوي