1- الحياة الزوجية في الإسلام

رغم اختلاف الناس حول تصوراتهم، وتوقعاتهم عن المرحلة التي تلي الزواج، إلا أنهم لاشك متفقون على أن الحياة الزوجية في الإسلام تخضع لأصول سلوكية ومبادئ إنسانية عند الإلتزام بها سوف تجلب السعادة والحب والإيثار، وكما أنها تبعد الهم والنكد الذي نسمع عنه يحدث كل يوم بين الأزواج بعد فترة قصيرة من الزواج، لذلك الحياة الزوجية في الإسلام عبارة عن شراكة يؤسسها الزوج والزوجة بهدف الاستمرار، ولا تنجح وتستمر إلا إذا عقدوا النية والعزم على ذلك، فلا شيء يبنى إلا على نية صادقة، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”. وحتى تحدث تلك السعادة والمودة والرحمة هناك شروط وضعت لـ الحياة الزوجية في الإسلام يجب الإلتزام بها وعدم التفريط فيها.

2- آداب الحياة الزوجية في الإسلام

 

  • أن يؤمرها بالصلاة: من واجبات الزواج تجاه زوجته أن يحثها على الصلاة في أوقاتها، لقوله تعالى ” وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى “سورة طه اية (132).
  • أن يدعو الزوج لزوجته: يستحب أن يدعو الزوج لزوجته بالكيفية التي يرها مناسبة، فليس هناك أمر ثابت لطريقة الدعاء.
  • ملاطفة الزوجة عند الإختلاء بها: مما يزيل الرهبة عند الزوجة ويهيئ للمعاشرة الشرعية.
  • دعاء الزوج قبل يجامع زوجته: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا” رواه البخاري ومسلم.
  • الجماع : لا يكون الجماع إلا في القبل بأي وضعية كانت، من الأمام أو من الخلف لأنه هو موضع الحرث، لقول الله تعالى:” نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم” سورة البقرة اية (223)
  • تحريم الأتيان من الدبر:  وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم :”ملعون من أتى امرأته في دبرها” رواه أبو داود
  • اغتسال الزوجين : يجب أن يغتسل الزوجين بعد الجماع لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:” إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب عليه الغسل وإن لم ينزل”
  • الذي يحل للزوج من زوجته الحائض : يجوز للزوج أن يتمتع بزوحته وهي حائض دون الفرج، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” من أتى حائضاً أو امرأة في دبرها أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد”.
  • عدم إفشاء أسرار الحياة الزوجية: في الإسلام تم تحريم ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها”.

3- كيفية ممارسة الحياة الزوجية في الإسلام

ممارسة الحياة الزوجية في الإسلام ليس لها وصفة جاهزة، فليس من الضروري أن ما حدث مع فلان قد يحدث معك، لأن الناس لهن طباع وصفات مختلفة، ولكن هناك أطار تم وضعه لتحقيق تلك الحياة السعيدة:

  • بدد مخاوف زوجتك : لاشك أن الخوف هو أول أحساس يسيطر على نفسية الزوجة بعدما غادرت بيت أهلها وذهبت إلى بيت زوجها، فيساورها القلق والخوف عن شكل حياتها الجديدة، وكيفية تأقلمها مع هذا الوضع، وهنا لابد أن يأتي دور الزوج فكسر كل تلك الحواجز ويشعرها بالطمأنينة بعدم القدوم على فعل أي شيء هي غير مستعدة له في الوقت الحالي أو غير مهيئة له بدرجة كافية.
  • تعرف على زوجتك أكثر: بالتأكيد فترة الخطوبة غير كافية حتى يفهم كلاً من الزوجين طباع بعضهما البعض، فهناك طباع وصفات لن تظهر سوى بالمعاشرة، وطول الوقت، وخصوصاً عند المشاكل والغضب.
  • المشاركة في الفرح والحزن: مشاركة الزوجين همومهما ومشاكلهما قبل أفراحهما يعمل على التقريب بينهما ويوطد علاقتهما بشكل أعمق، مما يزيد الحب والمودة.
  • الكلمة الطيبة: يجب أن يحاول الزوج أن يشجع زوجته باستمرار ويثني على أفعلها التي تستحق ذلك.
  • أخبرها بما تكره: إذا كان هناك أشياء تكرهها، أخبر زوجتك بها حتى لا تفعلها.
  • أن يتبادلان الهدايا حتى ولو كانت هدايا بسيطة
  • أن يحرص الزوج على تحديد وقت دائم للجلوس مع زوجته.

4- تنمية الحب والغيرة في الحياة الزوجية في الإسلام

الحب هو أساس بناء استمرار الحياة الزوجية في الإسلام، وكلما كان الرجل متفهما لطبيعة نفسية زوجته وتكوينها كلما كان التفاهم أسرع وبالتالي يزيد الحب بينهما، فالمرأة ليست مخلوقاً ضعيفاً كما يعتقد بعض الرجال بل هن يبحثنا دائماً عن العطف والحنان، وتحب أن تسمع كلام الغزل باستمرار.

الغيرة هي سلاح ذو حدين، يلهب الحب، وإذا زاد عن حده يفسد الحب ويدمره، وأغلب النساء يحببن أنها يلمسن من أزواجهن مشاعر الغيرة، ولكن تكون في حدود المعقول ولا تصل إلى مراحل المحاسبة على كل كبيرة وصغيرة ثم تصل إلى مراحل التخوين والشك.

5- كيفية التعامل مع المشاكل في الحياة الزوجية في الإسلام

لعل العناد والأنانية من الأسباب الأساسية لتفاقم المشاكل بين الزوجين، ولقد وضع الإسلام قواعد لحل تلك المشاكل:

  • لا تجعل الخلافات بينكما أمام أحد: كلما كانت مشاكلتك لا يسمع بها أحد غيرك كلما كان حل أسهل وأسرع.
  • لا تصمت : عند حدوث أي مشكلة حاول تجنب الصمت، لأن الصمت يزيد الأمر سوءاً، بل حاول أن تناقش زوجتك وتصل إلى حل مرضي لكل منكما.
  • البعد لفترة: في بعض الأحيان يكون الابتعاد لفترة من الوقت أفضل لكلا الطرفين، ويساعد على حل المشاكل أسرع.
  • لا تتلاعبان بكلمة الطلاق: من الأمور السيئة التي تحدث عادة عند حدوث مشاكل أن يهدد الزوج زوجته بالطلاق، والعكس هناك زوجات بمجرد حدوث أي مشكلة تطلب الطلاق، فالطلاق ليس لعبة، والتهديد المستمر به يسبب عدم الأمان ويحدث فطور في العلاقة.
  • عدم التمادي في الغضب: أنه فخ ينصبه الشيطان لأحد الزوجين بأن يجعله يصر على موقفه، حتى تتفاقم المشكلة وتصبح حلها صعب.
  • السب والتجريح: يجب البعد عن أن التلفظ بالشتائم، واستخدام العبارات الحادة الجارحة لأي من الزوجين، لما تحدثه من شروخ في العلاقة ربما يستحيل ترميمها.

6- المصادر :

بقلم : إبراهيم المحلاوي