أنه لشيء مؤلم أن تشاهد طفلك يعاني بسبب بعض التحديات العقلية، حيث لا يستطيع تنفيذ المهام البسيطة أو القيام بما يطلب منه من أوامر ونواهي في الحياة، فقد يؤدي التأخر العقلي إلى تأخر في التفكير والكلام والمهارات الحركية، تأتي نتيجة عوامل وراثية أو مشاكل في الحمل وفي بعض الأحيان بسبب الولادة المبكرة، ولكن الأهم للطفل في هذه المرحلة هي احتضان الأهل له ورعايته في خطواته الأولى حتى يستطيع التوعود على الإعتماد على نفسه بسهولة في المستقبل. 

في هذا التقرير نتعرف على العوامل الشائعة التي تؤدي إلى التأخر العقلي عند الأطفال وكيف يمكن التعامل معها بشكل علمي سليم بعيداً عن الإشاعات.

1- ما هو التأخر العقلي عند الأطفال؟

يعرف بالاضطراب العقلي النمائي، أو العجز عن التعلم، وكان يعرف سابقًا بالتخلف العقلي، وهو اضطراب في النمو العصبي بسبب إعاقة ذهنية مما يؤدي إلى قلة الذكاء وتواضع القدرات المعرفية والتواصل مع الآخرين بعض الشيء. 

وللأسف يشعر أغلب هؤلاء الأطفال بالإحباط سريعاً بسبب صعوبة تأقلمهم مع الحياة بسبب مستوى ذكائهم المنخفض، ونفور المجتمع منهم.

2- ما هي أنواع التأخر العقلي عند الأطفال؟

هناك أربعة أنواع من التأخر العقلي تختلف على حسب درجة الضرر العقلي الذي يصاب به الطفل وهي كالتالي: 

  •  التأخر العقلي البسيط:

وهو ما تتراوح فيه درجة ذكاء الطفل ما بين 50 إلى 75 ويمكنهم الإنضمام إلى المدرسة والاندماج في الحياة الإجتماعية، صحيح أنهم يستغرقون بعض الوقت لتعلم مهارات التواصل مع غيرهم ولكن عند تدريبهم بشكل متواصل ومثالي يستطيعون التخلص بسهولة من كل هذه المشاكل.

ومن المشاكل الشائعة في هذا النوع من مصابي التأخر العقلي هو العجز في أغلب الأحيان عن إتخاذ أي قرار، كمان أن نضجة الإجتماعي يظل غير مكتمل، وعلى الرغم من كل ذلك يمكنهم عيش حياة مستقله معتمداً على نفسه مع دعم الأهل والأصدقاء والمجتمع.

  •   التأخر العقلي المتوسط:

وهو ما تتراوح فيه درجة ذكاء الطفل ما بين 35 إلى 55، ويستطيع من يندرج تحت هذه الفئة أن يؤدي بعض المهام الذاتية مثل الأكل وتغير الملابس والاستحمام، كما يستطيع الخروج للشارع ولكن يكون بحاجه لإشراف أبوي حتى يتم توجيه وإنقاذه من المخاطر أن وجدت. كما يستطيع الطفل تعلم مهارات القراءة والكتابة وأن كان ذلك يحدث ببطء بعض الشيء، إلا أنه يمكنه أن يؤدي الكثير من متطلبات يومه واحتياجاته، وعندما يكتسب مهارة التواصل يمكنه العيش بشكل أكثر من ممتاز ولكن يتطلب أن يتم ذلك تحت إشراف عائلي قدر المستطاع.

  •  التأخر العقلي الحاد:

وهو ما يتراوح فيه درجة ذكاء الطفل ما بين 20 إلى 40 وهي درجة متدنية، وفي هذه المرحلة يمكنهم تعلم بعض الرعاية الشخصية ومهارات التواصل، ويتم ذلك تحت مكان معد خصيصاً لهذه الحالات.

  •  التأخر العقلي العميق:

وهو ما يتراوح فيه ذكاء الطفل ما بين 20 الى 25 درجة وفي هذه الحالة يمكنهم تعلم بعض المهارات البسيطة والعناية الشخصية ولكن تحت إشراف طبي وفي مراكز مخصصة لذلك يوجد فيها الدعم والتدريب المناسب.

3- ما هي أسباب التأخر العقلي عند الأطفال ؟

يظهر التأخر العقلي عند الأطفال لأن عقولهم لا تعمل بشكل كامل وطبيعي، ومن أهم الأسباب التي تؤثر في التأخر العقلي هي :

  • أسباب الوراثية:

هناك 3 من كل 10 أطفال مصابين بالتأخر العقلي بسبب مشاكل وراثبة، وتنتج هذه المشاكل عند وراثة جينات غير طبيعية من أي من الأب أو الأم، مما يسبب خلل في الكروموسومات التي ينتج عنها طفرات جينية غير مرغوب فيها أثناء إنتقال الجينات الوراثية إلى الجنين وبالتالي يصبح الطفل مصاب بالتأخر العقلي.

  • أدمان الكحوليات والسجائر في فترة الحمل:

ينتج عن إدمان المواد الكحولية متلازمة الكحول الجنينية وهي واحدة من العوامل التي من الممكن أن تؤدي إلى إنخفاض القدرات العقلية للطفل. ويحدث ذلك أثناء الثلاثة شهور الأولى من الحمل، والأمر ذاته ينطبق على السجائر.

  •  إصابة الأم ببعض الأمراض أثناء فترة الحمل:

إصابة الأم ببعض الأمراض أثناء فترة الحمل مثل داء المقوسات او الاضطراب في الغدة أو الحصبة الألمانية من الممكن أن يؤدي إلى إصابة الطفل بالتأخر العقلي.

وكذلك في حالة إصابة الأم بارتفاع في ضغط الدم يؤدي إلى نمو غير مكتمل لدماغ الطفل مما قد يتسبب في بعض التشوهات الخلقية في المخ والجهاز العصبى.

  • تعرض الطفل لبعض الأمراض:

من الممكن أن تعمل بعض الأمراض التي يتعرض لها الطفل على التأخر العقلي إذا لم تعالج بشكل جيد مثل الحصبة و جدري الماء والسعال الديكي واضطرابات الغدة الدرقية.

وكذلك أمراض مثل التهاب السحايا قد تؤدي إلى تلف في أجزاء المخ وبالتالي التأخر العقلي، ونفس الشيء في إصابات الدماغ في الحوادث.

  • أسباب وعوامل  بيئية:

الأطفال التي تعاني من سوء التغذية السليمة أو من يتعرضون لإساءة معاملة أو يعيشون في ظروف غير صحية من الوارد أن يسبب لهم تأخر عقلي، وكذلك التعرض المستمر للمواد الكيميائية السامة مثل الزئبق والرصاص.

4- ما هي أعراض التأخر العقلي عند الأطفال؟

يعرف التأخر العقلي عند الأطفال بالعديد من الأعراض من أهمها وأكثرها شيوعاً ما يلي:

  • الزحف والجلوس والمشي في سن متأخر جداً.
  • تلعثم واضح في الكلام.
  • عدم القدرة على الحفظ.
  • عدم القدرة على استيعاب وفهم الأشياء البسيطة التي تطلب منه.
  • عدم القدرة على التفكير بشكل طبيعي ومنطقي.
  • عدم القدرة على اتخاذ القرارات بشكل عام حتى لو كانت بسيطة.
  • معاناة في التعليم.
  • التصرف بطفولية بشكل دائم حتى عندما يكبر.
  • صعوبات في إتقان المهارات الشخصية مثل إرتداء الملابس وتناول الطعام والدخول إلى الحمام وغيرها.

وهناك بعض السلوكيات التي قد تظهر على بعض الأطفال المتأخرون عقلياً مثل: 

  • العدوانية والعناد.
  • الإعتماد الكلي على الآخرين في كل شيء 
  • دائماً ما يسبب الأذى لنفسه.
  • عدم القدرة على السيطرة على أعصابه.
  • قلة الإنتباه الملحوظ.
  • لا يرحب بالتسامح مع أحد.

5- ما هي صفات الطفل المتأخر عقليا ؟

أغلب الأطفال المصابون بالتأخر العقلي لديهم صفات عديدة مشتركة، منها :

  • ضعف شديد في الذاكرة

غالباً ما يعانون من ذاكرة السمكة، حتى أنهم لا يمكنهم تذكر مجرد حدث بسيط مر عليهم قبل ثواني أو دقائق.

  • بطء واضح في التعلم 

معدل التعليم عند المصابون بالتأخر العقلي يكون أقل بكثير من أقرانهم الطبيعين، لذلك يتم التعامل معهم تحت أشراف معلمين متخصصين.

  • قلة الإنتباه وعدم الاكتراث بأي شيء:

يعاني الطفل المتأخر عقلياً من ضعف الذاكرة وقلة التركيز في أي شيء يطلب منه مما يصعب لفت انتباه بأي شيء.

6- كيف يمكن أن يساعد الآباء أبنائهم؟

فيما يلي بعض النصائح المفيدة التي قد تساعد الآباء على مساعدة أطفالهم على مواجهة الحياة: 

  • على الآباء محاولة قراءة كل شيء يخص مرض التأخر العقلي من خلال مصادر علمية مختلفة.
  • يجب تشجيع الطفل على محاولة تجربة أشياء جديدة في حياته بدون تأنيب أو انتقاص من قدراته مع منحة الوقت الكامل حتى يتعلم فعل ذلك بشكل جيد.
  • دفع الطفل للمشاركة في أنشطة اجتماعية مختلفة، وأنشطة أدبية وفنية.
  • المتابعة المكثفة لمعدل تقدمه في التعليم في المدرسة.
  • الإطلاع على الاستراتيجيات المختلفة للسيطرة والتوجيه فيما يخص سلوكيات الطفل.
  • التركيز العالي والمتابعة مع سلوكيات الطفل العدواني، وعند تفاقم الوضع يجب اللجوء إلى مختصين للمساعدة.

7- المصادر

بقلم : إبراهيم المحلاوي