1-مقدمة

لعلك قد تمنيت يوماً أن يكون أبنائك من الصالحين المقربين لله عز وجل حين يكبرون , فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” سبعة يظلهم الله تعالي في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..” وذكر منهم  ” وشاب نشأ في عبادة الله ” رواه البخاري , ومن هنا فإن عليك إعانة الأبناء على الطاعة منذ الصغر, وإعانتهم بتيسيرها لهم والعمل بشتي الطرق على غرس حب تلك العبادات في قلوبهم خاصة في مواسم العبادات وذلك يتأتى من خلال الحديث عن فضل تلك العبادات وذكر أحوال السلف فيها مع المكافأة والتحفيز على ممارسة تلك العبادة شريطة أن تكون أنت قدوة لهم , ومن هنا فقبل حلول شهر رمضان فعليك أن تهيء نفوس الصغار بالحديث عن فضائل الشهر الكريم والاستعداد لاستغلال كل لحظة من هذا الشهر المبارك , فبقدر الفرحة الكبيرة واشراق النفوس لقدوم هذا الشهر فان أبناؤنا في رمضان مسؤولية كبري علينا ألا نفرط فيها ولا ننسي للحظة الواجبات التربوية تجاه الأبناء في شهر رمضان المبارك فهو بحق غنيمة للمربين .

2-أهمية تدريب الاطفال على العبادات مبكراً

في واقع الأمر فإن مرحة الطفولة من المراحل الذهبية للعمر من أجل تعليم الأطفال والتأثير فيهم , ومن هنا نجد الإسلام يوجه الوالدين الى تدريب الأطفال على امتثال العبادات والطاعات وأداء الفرائض في طفولتهم قبل التكليف من الصلاة والصيام وتدريب البنات على لبس الحجاب , حتي إذا بلغوا سن الرشد والتكليف يسهل عليهم تلك العبادات التي قد واظبوا عليها منذ الصغر , ومن هنا فإن حديثنا حول أبناؤنا في رمضان لأجل تعويد الأطفال منذ الصغر على الصوم حتي يسهل عليهم فيما بعد ولا يكون التكليف شاقاً , وقد كان هذا النهج الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم وما وجه به الصحابة والصحابيات لأجل تدريب الصغار على عبادة الصيام , وإعداد الأمهات للعب يلهونهم بها إن بكوا جوعاً .

3- التدرج في العبادة مع الصغار والرفق بهم

علينا أن نعلم بأننا نتعامل مع اطفال صغار وليس عليهم تكليف ومن هنا فإن علينا  نبدأ مع الطفل بالصوم الجزئي بأن يتعود الصغير علي الامساك الى منتصف النهار ومن ثم الى العصر , حتي اذا كان لديه القدرة علي ذلك واعتاد فأنه ينتقل الى المرحلة التالية كأن يوم الطفل يوما كاملاً حتي لو أفطر بعدها عدة أيام من أجل الراحة بعد ذلك تدريجياً وهذا هو المنهج الذي نسلكه مع أبناؤنا في رمضان حتي يكون لديهم الرغبة في المسير ولا يملوا أو يكرهوا تلك العبادة في حال الشدة في الأوامر , فلنعي أنهم لم يكلفوا بعد وأن هذا تدريب لهم علي الصوم فحسب .

4-أمور معينة على الصوم لأبنائنا في رمضان

من أهم الأمور التي تعين أبناؤنا في رمضان علي الصوم أن يلتزم بوجبة السحور مع الكبار، وعلينا أن نشرح له أهمية السحور من حيث اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما فيها من البركة، وأنها من الأسباب التي تعين وتقوي أجسامنا على الصيام.

ومما يعين ويساعد أولادنا في رمضان عن الصيام سرد القصص والحكايات حول الكائنات الأخرى بخلاف صوم الانسان , مثل صوم العناكب وصوم أسماك البحار , وبإمكان الوالدين العثور على الكثير من المعلومات حول صيام الكائنات الأخرى وحكايتها للأولاد الصغار وقضاء الوقت معهم حتي إكمال اليوم .

علينا ألا نهمل في جانب المكافأة في حال اجتياز الطفل فترة الصوم التي تم تحديدها والمبالغة في العطايا في حال استكمال يوم كامل من الصوم بنجاح، مثل زيادة المصروف والثناء عليه ومنحه الألقاب الحسنة.

5-أخطاء مع ابناؤنا في رمضان

من الأخطاء الفادحة التي قد يقوم بها الوالدين في رمضان مع الأبناء الصغار أن يجعلوهم يصوموا الأيام الطويلة شديدة الحر من باب التدريب علي الصوم ولكن الأفضل أن يفطر الصبي في مثل تلك الأيام حتي لا يشق عليه هذا الأمر ويكون لدي الطفل نفور من الصوم.

من بين الأخطاء التي قد ترتكب مع ابناؤنا في رمضان هو جعل الطفل يقضي وقته أمام التلفاز بالرغم مما يبث من وسائل الاعلام من المواد الهابطة، فلا بد من العمل على تصحيح وبناء فكر سليم لدي الأطفال تجاه الإعلام، وأنه ليس كل ما يتم عرضه فيه يرضي الله تعالي أو أنه يصلح من أجل المشاهدة ومن هنا فلابد أن يكون تعامل المؤمن معه بصورة انتقائية فلا يشاهد إلا ما يرضي الله جل وعلا وما يزيد في حسناته، فعلينا مع أبناؤنا في رمضان أن نعلمهم المراقبة في كل شيء، ورمضان في الأساس هو شهر المراقبة لله جل وعلا .

6- كيف نعظم الصوم في نفوس ابنائنا في رمضان

هناك العديد من الأمور التي على الوالدين والمربين غرسها في نفوس الأبناء منذ الصغر، فعلينا أن نعلم أنه من شب على شيء شاب عليه، وعلى الوالدين السعي الدؤوب في إصلاح الأولاد وإتباع كافة السبل في تهذيبهم وتأديبهم وكما قال الشاعر

وإن من أدبته في زمن الصبا ,,, كالعود يسقي الماء في غرسه .

حتي تراه مورقاً ناضراً ,,,      بعد الذي أبصرت من يبسه

وعلينا ان نركز على سبل تعظيم الصوم لدي أبناؤنا في رمضان ونذكر من تلك السبل ما يلي :-

1-مع فترات الاستقبال للشهر الكريم شهر رمضان المبارك, فان علينا العمل على إظهار الفرح والبشر بقدوم هذا الشهر الكريم المبارك كي يشعر أبناؤنا في رمضان بأهمية هذا الضيف الكريم الذي كان السلف الصالح يستعدون له قبل قدومه بستة أشهر , مع بيان عقوبة الإجهار بالإفطار فيه .

2-من أهم الأمور التي يجب على الوالدين أن يضعوها نصب الأعين مع أبناؤنا في رمضان حول فضائل هذا الشهر الكريم وأن أبواب الجنة الثمانية تفتح وأن هناك باب في الجنة يسمي الريان هو لمن حافظ على الصيام، وأن شهر رمضان فرصة لكل من يريد في زيادة حسناته، مع تعريفهم بمعاني الصوم الحقيقة والابتعاد عن الفاحش من القول والفعل .

3-العمل على حث وتشجيع ابناؤنا في رمضان على تنظيم الوقت استغلاله في الطاعة والعبادة، وتحذيرهم من الأمور الملهية وكثرة النوم والجلوس أمام التلفاز خاصة المواد الهابطة التي يتم بثها من خلال التلفاز , والتعلق بالأفلام والمسلسلات فان هذا من الأمور التي تقلل أجر الصيام .

4-تحديد وقت من أجل قراءة الأجزاء المقررة من القرآن الكريم حيث يجتمع جميع أهل البيت من اجل التناوب في القراءة , وحث الأبناء من الصغر على حضور مجالس ودروس العالم في المساجد .

5-تعويد الأبناء على الجود والاحسان في رمضان , وبيان فضل الصدقة وتذكيرهم بقوله حل وعلا ” مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  “سورة البقرة (261), وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان وهو جزء من حديث رواه البخاري .

وفي الختام علينا أن نعلم مسؤولية تربية الأبناء مسؤولية كبرى تقع على عاتق الوالدين , وأن صلاح الأبناء يعود بالسعادة على الوالدين في الدنيا والأخرة ,فعلينا أن نعود ابناؤنا في رمضان على كل خير وأن نجنبهم ونحذرهم من كل شر .

7- مراجع