يقضي الكثير من الناس أغلب حياتهم بحثاً عن النصف الآخر الذي ستكتمل به حياتهم، ويمنحهم السعادة الأبدية والحب السرمدي. وتقول بعض الأساطير أن الإنسان يلتقي بنصفه الآخر مرة واحدة في العمر، البعض يتمسك به والبعض الآخر لا يدرك أنه نصفه الآخر إلا بعد فوات الأوان.

1- ماهو مصدر مصطلح النصف الآخر ؟

أصل مصطلح النصف الآخر أتى من أسطورة يونانية قديمة كانت تحكي عن أنه كان يعيش في قديم الزمان كائن غريب تم تقسيمه إلى نصفين، أصبح فيما بعد رجل وامرأة، وعاش كل منهما يبحث عن نصفه الآخر حتى يحصل على نصفه الآخر حتى يكتمل ويمهد له السير في الطريق الصحيح.

وهذه الأساطير تتوافق مع مبدأ أن الإنسان بطبيعته يبحث عن الكمال، وهذا أمر غير منطقي لأن لا أحد كامل ومن هنا ارتبطت نظرية النصف الآخر ببعض النظريات الكلاسيكية للفلاسفة.

2- النصف الآخر علمياً

البعض يعتقد أن العثور على النصف الآخر مجرد أسطورة لا أساس لها من الصحة، تم الترويج لها وصدقها الناس، ولكن في دراسة أجريت في جامعة أوكسفورد حول مصطلح النصف الآخر، وهل  هو فعلا موجود أم مجرد أسطورة توارثتها البشرية؟

توصلت الدراسة إلى أن هناك 45% قد وجدوا نصفهم الآخر، وأنهم يؤمنون بالفكرة ويجدوها منطقية للعقل وليست مجرد أسطورة إغريقية قديمة. 

ويرى العلماء أن الأمر مرتبط أكثر بالهرمونات ومصادر الطاقة التي يكتسبها جسم الإنسان، حيث أن الهرمونات ومصادر الطاقة في الرجل تتوافق بهرمونات ومصادر الطاقة عند امرأة ما والعكس عندما يلتقيان، وهذا التوافق لا يحدث بسهولة نظراً لتغير الكبير في نسب الطاقة والهرمونات من شخص لآخر، إلا أن نسبة حدوثه قائمة بنسب جيدة.

3- علامات تدل على أنك عثرت على النصف الآخر من روحك

صحيح أن الكثيرين لا يزالون لا يؤمنون بهذه الأفكار ويشككون فيها إلا أن بعض العلماء استخلصوا بعض العلامات التي تدل على أن الإنسان قد عثر على النصف الآخر من روحه، وهي كما يلي: 

  • ليس مجرد أنك تشارك نصفك الآخر الألم بل تشعر بها مثله

الإهتمام الشديد والزائد عن الحد من الممكن أن يكون علامة مميزة أنك عثرت على نصفك الآخر، حيث أنك لا تكتفي فقط بمجرد أن تشاركه حزنه ومعاناته بل تشعر أن هذا الألم بداخلك مثله وأكثر، وإذا كان هذا الشعور متبادل بينكم فهذه علامة على أنك وجدت توأم روحك.

  • كل منكم يحترم نقاط ضعف الآخر

لا أحد يتقبل جميع عيوبك كما هي دون أن يطالبك بتغيرها أكثر من نصفك الآخر، بل يشعر بأنه مكمل لتلك النواقص. فهناك من لديه طباع كثيرة سيئة، ولكنه لا يستطيع التخلص منها، فيسعى الشريكان إلى التحسن سويا، دون تأنيب أو تجريح، كمن يحب الفوضى والآخر مهووس بالنظام ورغم ذلك يجتمعان سويا دون ضجر أو شكوى.

  • الراحة لا تجدها إلا في وجود النصف الآخر

الراحة النفسية والشعور بالبهجة في وجود شريك الحياة من العلامات المهمة التي تدل على أنك عثرت على الاختيار الصحيح حتى أن كنتم تجلسان في صمت فتحبان الصمت دون يسبب لكما أي ضجر، كما أن هذا دليل على التفاهم والتناغم. أما إذا كنتم لا تحبون الصمت وتنفرون منه فهذه علامة سلبية يجب أن تدفعكم لإعادة النظر في حياتكم.

  • نسخة طبق الأصل

يوجد تشابه كبير بينك وبين توأم روحك في العديد من الاهتمامات والهوايات المختلفة التي تتشاركان في حبكما لها مثل الرياضية المفضلة أو الطعام أو التوجهات السياسية أو النظرة العامة للحياة.

فعلى حسب أغلب الدراسات الحديثة فإن زيادة العوامل المشتركة بين الزوجين يزيد من فرص البقاء معاً للأبد وليس العكس، فالاختلاف بين الزوجين يسبب العديد من المشاكل التي لا تنتهي.

  • منفتحان للنقاش في أي شيء

البعض يتجنب أن يناقش شريك الحياة في بعض الأمور خوفاً من رد فعله، ولكن نصفك الآخر سيتقبل أن يناقشك في أي شيء دون أن يسبب له ذلك أي ضيق، بل سيسمع منك وجهة نظرك كاملة، ويتناقش معك حتى تصلا إلى أفكار مقنعة ومرضية لكل طرف.

لذلك الشعور بالراحة عند المناقشة مع شريك الحياة من العلامات المهمة جداً.

  • غياب الغيرة المفرطة

الأزواج السعداء جداً نادراً ما يشعرون بالغيرة الجنونية، التي تفسد العلاقات وتدمرها، وذلك بسبب أنهم لا يخافون على علاقتكما من الإنهيار ويثقون بشكل كبير في نصفهم الآخر ويعطون له كل الحرية الممكنة بناء على الثقة المتبادلة التي بنيت بينهما، كما أن كل منهما لن يؤذي مشاعر الآخر مهما حدث.

نصفك الآخر سيقع في غرامك من النظرة الأولى، وهي مصادفة غريبة أن يقعا كل منهما في غرام الآخر من أول نظرة، وفي الغالب هما لا يدركان ذلك إلا بعد أن تتطور علاقتهما، ولكن شعلة الحب ستشتعل من اللحظة الأولى ولن تنطفئ أبداً.

  • لكل واحد منكما مساحته الشخصية

من الجيد أن يكون هناك مساحة خاصة لكل طرف يمارس فيها بعض من هواياته واهتمامته بعيداً عن الطرف الآخر، ويجب على كل طرف احترام ذلك. فمن معه نصفه الآخر لن يخشى من انشغاله ببعض اهتمامته من أن يؤدي ذلك إلى انهيار العلاقة بل على العكس هذا يزيد روابط العلاقة بينهما ويجعلها تستمر إلى الأبد.

  • لا توجد أنانية بينكما

السلوك الأناني من الأشياء القادرة على قتل أقوى العلاقات وتدميرها، لأن الأصل في أي علاقة أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل وتقدير كل واحد للآخر، لذلك فأنك عندما تعثر على النصف الآخر ستجد نفسك تتجاهل أنانيتك وستتقبل أن تقدم مصلحة شريك الحياة على مصلحتك، أما عكس ذلك فهذا ليس بالنصف الآخر وعليك مراجعة حساباتك مرة أخرى، ربما لا تزال لم تعثر على توأم روحك بعد.

  • رغم صعوبات الحياة ومشاكلها تتمسكان ببعضكما

لا توجد علاقات بدون مشاجرات، إذا أنه أمر لابد منه عاجلاً أم آجلاً، وتحدث المشاجرات غالباً لأسباب بسيطة، وحتى لو كانت لأسباب قوية ففي حالة أنك مع توأم روحك ستتجاوز كل ذلك وستسعى جاهداً لحل أي مشكلة حتى تستمران سوياً.

وحتى في الأوقات التي تكبر فيها المشاكل وتخرج عن السيطرة، ستجد أحدكما يرفع الراية البيضاء لكي يحاول لم الشمل وتهدأت الأوضاع حتى تعود الحياة إلى عهدها السابق.

  • المناسبات السعيدة لا تنسى 

اللحظات السعيدة والأشياء التي تسبب السعادة للطرف الآخر لا يمكن نسيانها، ويعمل الشريكان على الإحتفال بكل مناسبة مرت عليهما سوياً وكانت سبباً في سعادتهما مهما كانت بسيطة، ودائما الأشياء البسيطة هي مصدر السعادة الحقيقية. 

في النهاية: سواء كنت أو مع نظرية النصف الآخر، يجب أن نتيقن أن الجميع يبحث عن الشخص المثالي الذي يتمنون أن يجدوا فيه كل ما يحلمون به حتى يحصلوا على سعادة بلا حدود وطول العمر.
بقلم: إبراهيم المحلاوي