1-تربية الأبناء:

عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته” نعرف جميعنا هذا الحديث، لكن القليل منا من يعرف ما الدروس المستفادة منه، فهناك العديد من الأفراد يقولون أن الراعي الذي يقصده النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو الرئيس أو الحاكم بشكل عام، لكن ليس هذا فقط، بل الأب والأم أيضاً يشملهم الحديث الشريف فهم أيضا رعاةً ومسؤولون عن أبنائهم مسؤولون عن تربيتهم على الأخلاق الحميدة، وعلى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ويعتبر هذا الأمر من الأمور الواجبة على الوالدين وذلك لأن صلاح الأبناء من صلاح المجتمع، لأن الأبناء هم من ينشؤون جيلا أخر واعي ومثقف وأيضاً يساهمون ببناء المجتمع على أكمل وجه، ولكن يجب على الوالدين أن يقوموا بتربية أبنائهم على تعاليم الدين الحنيف منذ الصغر، آخذين نصب أعينهم المقولة التي تقول العلم في الصغر كالنقش على الحجر، فهذا القول صحيح تماما، لأن الطفل الصغير هو لبنة يستطيع الأب والأم تشكيلها كيفما شاءوا وتعليمه وتربيته تربية سليمة، ولكن عندما يكبرون يصبح تعليمهم وارشادهم أصعب من مرحلة الصغر، فهناك مسؤولية عظيمة تقع على الأم والأب، فدورك كأم أن تأخذي حذرك مما يشاهدون على التلفاز أو مواقع الإنترنت، وذلك لتنبيههم إن قاموا بمشاهدة مواقع سيئة وخبيثة، أما بالنسبة للأب فيجب عليه أن يعرف من هم أصدقاء أبنائه وما هم سلوكهم لأن الرفيق السوء قد يضر بتربية الأبن وسلوكه ويصبح مثله، كما قال رسولنا الكريم في حديثٍ له:( المرء على دين خليله فلينظر المرء إلى من يخال). 

2- طرق تربية الأبناء في الإسلام:

يجب أن أنوه هنا أن التربية ليست مجرد أوامر ونواهٍ يجب على الطفل أن يقوم بها أو يلتزم بها على حدٍ سواء، وهناك قسم أخر من الناس يعتبرون التربية هي توفير المأكل والملبس الجيد لأطفالهم، بالطبع لا فالتربية تعتبر عمل متكامل وطرق متنوعة يستطيع الآباء أن يتخذها لتربية أبنائهم حتى يكونوا صالحين نافعين لمجتمعهم منضبطين بضوابط إسلامية، وفي هذا المقال إن شاء الله سوف نوضح هذه الطرق بالتفصيل المريح:

  • التربية من خلال إفشاء السلام:

تعد أسس التربية السليمة والتي تبدأ من مرحلة الصفر ومن الأشياء التي قد نغفل عنها، فمثلاً عندما تقوم بتعويد طفلك على إفشاء السلام عندما يمر بجماعة فذلك يعمله معنى التواضع والرقة واللين في قلبه ولا يجعله متكبراً مغروراً، وهذا ما نلاحظه من وصايا لقمان إلى ولده عندما قال له يا بني أفشي السلام.

  • التربية عن طريق اصطحاب الطفل إلى المسجد:

بكل تأكيد الصلاة هي عمود الدين، وهي التي يحاسب عليه المرء في قبره وأيضاً يوم القيامة، لذلك يجب على الوالدين أن يعلموا أبنائهم الصلاة وعلى الأب بشكل خاص أن يرغب حب الصلاة في المسجد لدى طفله منذ الصغر وأن يعلمه آداب دخول المسجد ومكانته عند الله سبحانه وتعالى، فمثلاً  أن يقوم الأب بمكافأة طفلة وجلب الهدايا أو إعطاءه النقود عند كل صلاة يصليها بالمسجد فهذا سوف يجعله ينتظر الصلاة بفارغ الصبر لكي يصلي بالمسجد ويأخذ مكافئته من والده وبالتالي يشجعه على الصلاة في وقتها وفي المسجد أيضاً، والصلاة مهمة جداً حيث أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم تعليمها أولادنا منذ الصغر حيث قال في حديثه النبوي “علموهم على سبع واضربوهم على عشر” وهذا دليل قاطع على أنه يجب تعليم أولادنا على الصلاة منذ نعومة أظافرهم حتى يتعودوا عليها وتصبح شيء أساسي في حياتهم اليومية.

  • التربية من خلال تعليم القرآن:

هناك حديث نبوي شريف أتذكره جيداً ولا يذهب عن بالي كلما قرأت القرآن أتذكره وهو ما جاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال خيركم من تعلم القرآن وتعلمه)، وذلك لما في قراءة القرآن من سكينة واطمئنان للقلوب، حيث حثنا رسولنا الكريم على قراءة وتدبر القرآن وأيضاً تعلمه وتعلم معانيه وتفسيراته والقيام بتعليمه أي لا نقتصر فقط على تعلمه فقط بل نعلمه لمن هم أصغر منا سناً أو أقل منا علماً، وإذا كنت أب أو أم فيجب هنا تدبر القرآن وتعليمه لأبنائنا وذلك لما فيه من الحكم والمواعظ والعبر التي تقيدهم في حياتهم وكيفية التصرف في أمورهم وشؤونهم الخاصة وأيضاً القران الكريم يعلم رقة ولين القلب، ويمنع من أن ينحرفوا الأبناء إلى طرق سيئة وارتكاب المعاصي لا سمح الله.

  • أن يقوم الوالدين بالاهتمام بمواهب الطفل والحرص الشديد على تنمية هذه المواهب حتى يبدع فيها ويجعله شخص موهوب مبدع وله مكانة ومركز مرموق وأيضاً يساعد هذا على شعور الطفل بالحب الدافئ من قِبل والديه، فمثلاً قيامك بتنمية موهبة الرسم لدى طفلك إن رأيته يقوم بالرسم حتى وإن كان بسيطاً بالنسبة لك قم بالتوجه إلى مراكز خاصة لتنمية موهبة الرسم للطفل، هذا الأمر سوف يشعر طفلك أنك تفكر به وتحبه وتهتم لأمره وأنه فعل شيء عظيم.
  • احرص جيداً عزيزي القارئ أن تكون قدوة حسنة لأبنائك، وذلك لأن القدوة الحسنة هي أساس التربية السليمة لنتساءل معاً كيف ذلك، قم بوضع نفسك في مكان طفلك وأمامك أب لا يصلي مثلاً ويأمرني أن أقوم بالصلاة هل سوف تلتزم بها بالطبع إجابتك ستكون” لا “بكل تأكيد، لماذا لأن أبي قدوتي أمامي لا يصلي لماذا أنا أفعل ذلك، لن يميز الطفل ما هو الصواب وما هو الخطأ إلا من خلال التقليد الأعمى لقوتهم سواء الأم أو الأب، فدورك هنا عزيزي القارئ أن تكون قدوة حسنة لأبنائك، كن أمامهم كما تحب أن يكونوا هم، لا تريدهم أن يدخنوا لا تدخن أمامهم، لا تريدي ابنتك أن تخرج بلباس غير محتشم قومي أنت بلبس لباس محتشم حسب الشريعة الإسلامية.
  • حث الأبناء على فعل الخير والمعروف، مثلاً أن يقوموا بمخالطة الحيران في مناسباتهم الحزينة أو السعيدة، الذهاب إلى زيارتهم والاطمئنان عليهم، عدم فشي أسرار بيوتهم.

 

 

بقلم : فاتن بشير