يسعى دائماً الأم والأب إلى تربية الأطفال تربية سليمة، ويقومون على تنشئتهم بُناء على الأخلاق والقيم الحميدة.

حتى وإن كانت تنشئة الآباء أنفسهم في الصغر كان يوجد بها بعض الصعوبات أو الأخطاء والتي من وجهة نظرهم تؤثر على تربية الأطفال، فهم يحاولون أن يتجنبوها في تربية أطفالهم.

وتجد البعض منهم يقتنع ببعض أساليب التربية التي فطروا عليها منذ الصغر ويستكملون على تنشئة أبنائهم عليها.

وذلك كاقتناع منهم أن ذلك هو الأسلوب الصحيح وأنهم أصبحوا آباء يتحملون المسؤلية ولهم شخصية قوية بناء على ذلك النوع من التربية.

ونجد نوع آخر من الآباء وهو الذي يسعى دائماً إلى البحث والمعرفة عن الأساليب والطرق المفيدة لتربية الأطفال.

في الحقيقة يعد ذلك النوع من الآباء هم أكثر الأنواع مسؤلية وذكاء لسعيهم إلى تعلم الجديد.

وهنا سوف تتعرف على أكثر الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال التي من المهم أن يتجنبها كل أم وأب.

فإذا كانت لن تؤثر على نفسية الطفل في الصغر فبكل تأكيد سوف يكون لها أثر سلبي وملحوظ في الكبر.

1- المقارنة المستمرة

تلك أحد أكثر الأساليب الخاطئة والغير مُجدية لنفسية الطفل، وهي لا تُعطيه نوع من الحماس لفعل الشئ بالعكس فهي تهبط من عزيمته.

لا تحاول أن تُقارن طفلك باستمرار مع أخوته، أصدقائه أو أقاربه؛ فلكل طفل شخصيته الخاصة ومهاراته التي تميزه من شخص لآخر.

فلا تقلل – على سبيل المثال – من مستواه في مادة الرياضات في حين أنه متفوق في مادة العلوم، بل عليك أن تشجعه بالاهتمام المتوازي لكلتا المادتين، وتفكر في كيفية تنمة مهاراته في مادة العلوم والأنشطة التي تساعده على ذلك.

2- الانتقاد

من الجيد أن تقوم بمشاركة رأيك والتعبير عنه بشكل مستمر مع أطفالك، وأن تقوم بعقد حلقات نقاشية حول المواضيع التي تخص أولادك.

لكن لا تفكر بأن النقد المتزايد في كل الأمور التي يشاركك فيها أطفالك هي نوع من التعبير عن الرأي.

حاول أن تستمع إلى وجهه نظرهم وقم بالمناقشة معهم حولها، ولا تُكثر في كسر عزيمتهم اتجاه فكرة أو رأي يحاولون التعبير عنه.

كذلك لا تفكر بأنه عندما تكثر الانتقاد لأطفالك بأن ذلك يحفزهم على العمل أو ضبط النفس، بالعكس فهو سوف يؤثر في المستقبل على قرارتهم وسوف ينظرون لجميع الأشياء بنظرات انتقاد.

3- الإهانة والتهديدات

ذلك من الأساليب التي تهدم من شخصية الأطفال، وتؤثر على سلوكهم ونفسيتهم بشكل كبير.

لا تحاول بأي الطرق أن تقوم بإهانة طفلك سواء في تُجمعات عامة أو حتى في المنزل، ظناً من الآباء أن ذلك يعمل على تقويم سلوك الطفل.

ولا تحاول أن تتبع أسلوب التهديدات بالعقاب الشديد في حالة القيام بخطأ سواء بقصد أو دون قصد من طفلك.

فهم في مرحلة التعلم والفهم، ويتوجب بدور الآباء النصح والإرشاد.

فبدلاً من التهديد بالعقاب أو الإهانة المستمرة، يمكنك أن توجهه بأن قيام ذلك الشئ سوف يشعرك بالحزن وأنه سلوك غير محبب بالنسبة لك في العموم وأنك تحبه يكون في أفضل حال.

كذلك لا تُثير خوفه اتجاه المذاكرة والدراسة في حالة عدم الوصول لدرجة عالية في الاختبارات سوف تقوم بمعاقبته.

فمن الممكن من رهبة العقاب لا يقوم بالإجابة الجيدة بالرغم من أنه ذاكر بشكل جيد جداً إلا أن كل همه هو تجنب العقاب.

4- الدلال الزائد

نحن نحاول أن نجعل الأمور وسط في تربية الأطفال، فلا تقوم بالعقاب الشديد والتهديد المستمر وتجعل أطفالك يهابون منك، ولا تقم بالدلال الزائد حتى لا يتعود الطفل على ذلك النوع.

وذلك لأنه يوف يؤثر على الطفل على واحد من الجوانب:

  • فلن يكون لطفلك شخصية مستقلة يعتمد على ذاته في اتخاذ القرارات وذلك من الأخطاء التي قد يقع فيها بعض الآباء
  • أو أنه يتعود على الدلال المتزايد فيجد أن جميع الأشياء تتوفر له بسهولة وبالتأكيد ذلك أيضاً يؤثر على شخصيته في الكبر ويترتب عليه بأنه يصبح شخصية قد لا تتحمل مسؤلية الأشياء.

5- التجاهل وعدم الإصغاء

قد تظن أن ترك ابنك يبكي ويشتكي باستمرار هو أمر عادي، فهو مجرد طفل صغير ليس من الشرط الإصغاء باستمرار لبكاء وصريخ الأطفال.

وذلك خطأ كبير في تربية الأطفال ، فعليك أن تصغى جيداً لشكواهم وأن تتعامل مع مشاكل كل فئة عمرية حسب حجمها وأهميتها بالنسبة لأطفالك.

حيث عليك أن تجعل أبنائك يشعرون بانك مهتم وتصغى جيداً لكل مشكلة خاصة بهم، وتساعدهم على إيجاد حلول مرضية بالنسبة لهم.

فذلك يساعد على بناء الثقة بينك وبينهم وتنشئة علاقة وطيدة بينكم.

6- اختلاف الآراء بين الأبوين

يجب على الأم والأب أن يكونوا حذرين في تلك النقطة، فعليهم أن يوحدوا كلمتهم وأن يتفقون على الأسس والقواعد التي سوف يتبعونها في تربية الأطفال.

وعلى جانب آخر يجب أن يقوم كلاً من الأم والأب بتبادل الدور في الثواب والعقاب لدى أولادهم.

فإذا أخطأ الطفل في أمر ما عن عمد وهو يستحق نوع من أنواع العقاب التي لا تسبب ضرر نفسي للطفل، فهنا يأخذ الأب الأمر في فرض العقاب وتأخذ الأم الدور في توجيه ابنها ما كان يتوجب عليه أن يفعله وكيفية تصحيح ذلك الخطأ.

والعكس صحيح، فإذا فرضت الأم العقاب فعلى الأب أن يتولى المسؤلية بان يوجه طفله إلى الصواب وما يتوجب عليه فعله.

ولكن لا يقوم على سبيل المثال الأب بفرض العقاب للطفل ثم تأتي الأم بدورها لفك ذلك العقاب والتسامح.

أو أن يشدد الأب في قاعدة محددة وتأتي الأم تتساهل عنها مع أولادها.

فالأم والأب يجب أن يظهروا دائماً متحدين في الرأي ومتفقين مع بعضهم الآخر اتجاه أنبائهم.

إن تربية الأطفال هي إحدى المسؤليات التي يجب النظر إليها بشكل دقيق، وباهتمام شديد.

وعلى كل أم وأب أن يتحمل مسؤلية قرارتهم ومعرفة الصواب والخطأ في التربية السليمة والصحيحة لأبنائهم حتى لا تؤثر سلباً على شخصيتهم وقرارتهم في المستقبل.

تلك كانت بعض النقاط التي من المهم النظر إليها في سن مبكر لكي ينشأ الطفل بشكل سوي وسليم وتُزرع بداخله المحبة اتجاه والديه.

بقلم  : ياسمين المالكي

المصادر

أخطاء في تربية الأبناء