1- تربية الأطفال

قام علماء النفس وأطباء الأطفال على مدار عقود من الزمن في العمل على تأليف كتب تقدم الطرق الحديثة في تربية الأطفال من أجل مساعدة الأبوين في فهم سلوك أطفالهم وفهم طريقة التعامل معهم بشكل صحيح، فالكثير من الآباء والأمهات الجدد يكونوا بحاجة لمن يساعدهم في تربية أطفالهم، ولكن كل طفل يختلف عن الآخر في البيئة والنفسية والسلوك ومن هنا تختلف طرق  تربية الأطفال، والنموذج المثالي هو أن يعمل الوالدين على فهم طبيعة طفلهم قبل اختيار ما يناسبه من طرق التربية المختلفة، ولكن ما يحدث أن هو العشوائية وعدم الإدراك لما يقومون به.

2- أساليب تربية الأطفال الشائعة بين الآباء والأمهات

في هذا التقرير نحاول رصد أشهر الطرق الشائعة في تربية الأطفال تابع القراءة حتى تتمكن من فهم كل طريقة واختيار ما يناسب شخصية طفلك ونفسيته أو التوقف عنها إذا كانت مضرة له.

  • أسلوب النمر

في هذا النمط المتطرف يقوم الآباء والأمهات وبوضع ضغوطات كثيرة على أطفالهم من أجل التفوق الدراسي وتحقيق النجاح بدرجات مرتفعة باستمرار، ويكون ذلك الأولوية والهدف الوحيد في حياتهم.

غالباً ما يسبب هذا الأسلوب في تربية الأطفال بعض من الأنطواء وعدم ممارسة الأنشطة الإجتماعية والرياضية والفنية لأنها تهدر الوقت ولا تتناسب مع الأهداف التي وضعت لهم.

لماذا يفعل الآباء ذلك :

يتبنى الآباء والأمهات هذا النهج الإستبدادي، لأنهم يحلمون بمستقبل أفضل لأبنائهم، وتحقيق أحلامهم التي عجزوا عن تحقيقها في الماضي، فيفعلون الطريقة التي يرونها مناسبة من وجهة نظرهم.

رأي الأبحاث العلمية في ذلك :

لقد أثبتت العديد من الدراسات الحديثة سوأ هذا النهج التربوي، ووفقاً للنتائج المنشورة في موقع علم النفس التنموي في عام 2013 فإن الأطفال الذين تربوا على أسلوب النمر لديهم معدل درجات تراكمي في الدراسة أقل مقارنةً بالأطفال الذين ينالون الدعم من آبائهم إذا اخفقوا.

وأكدت الدراسة أن تربية الأطفال بشكل قاسي تؤدي إلى أسوأ نتائج ممكنه على الطفل.

  • أسلوب قص العشب

واحد من أحدث أساليب التربية، وعرف هذا المصطلح عام ٢٠١٨ في رسالة بحثية تدين تدخل الوالدين في حياة أبنائهم بطريقة مبالغ فيها، مشبهاً الباحث ذلك الفعل بماكينة قص الأعشاب، حيث يقوم الوالدين بإزالة أي عقبة قد تقف في طريق طفلهم، بل ويفعلون أي شيء حتى لا يقع طفلهم في مواجهة الشدائد والمحن أو الفشل.

 لماذا يفعل الآباء ذلك:

من المؤكد أن هذا النهج نابع من رغبة الآباء في عدم رؤية طفلهم يعاني، وهذا يظهر بشكل واضح عند أولياء الأمور الذين لديهم الموارد المالية اللازمة لحل أي مشكلة تواجه أبنائهم،

معتقدين أن بهذه الطريقة تحل الأمور.

رأي الأبحاث العلمية في ذلك:

الخطر الرئيسي في تربية الأطفال باستخدام هذه الفلسفة أنهم عندما يواجهون صراعات مصيرية في حياتهم لن يكونوا مجهزين بما فيه الكفاية للتعامل معها، وبالتالي يسبب لهم المزيد من المعانة والتخبط.

كما حذرت بعض الدراسات أن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة عندما يكبرون لخطر الاكتئاب والقلق وسلوك التدمير الذاتي مثل الإدمان.

  • أسلوب الطائرة الهليكوبتر

أطلق هذا الإسم في ثمانينيات القرن الماضي، عندما بدأت المزيد من النساء في الإنضمام إلى القوى العاملة، وبالتالي توجه عدد أكبر من أطفالهم إلى الحضانات، فتم تغير نمط اللعب من أي وقت دون رقابة إلى تحديد مواعيد محددة مع الرقابة المكثفة عليهم، ورصد كل تحركاتهم خلال اليوم، وبالتالي أصبح محرماً عليهم استكشاف العالم بمفردهم، فتم تسمية هذا الأسلوب بـ بتربية الأطفال على طريقة الهليكوبتر التي تحلق فوقهم لردعهم وحمايتهم من أي ضرر قد يقعون به.

 لماذا يفعل الآباء ذلك:

هذا الأسلوب أساسه الحب، وحماية الأطفال من أي مخاطر محتملة، مع رفع ثقتهم بأنفسهم ودفعهم إلى النجاح من وجهة نظر الآباء.

ومن المؤكد أن التكنولوجيا الحديثة بما في ذلك الهواتف المحمولة المزودة بنظام تحديد الأماكن المعروف بـ (GPS)  وغيرها من الأدوات ساعدت في فرض هذا الأسلوب.

رأي الأبحاث العلمية في ذلك:

أغلب الدراسات تؤكد وجود آثار سلبية لهذه طريقة قريبه من آثار تربية الأطفال على طريق قص العشب.

والأكثر من ذلك، وجد الباحثون أن الأمهات اللاتي يمارسن مثل هذه الأسلوب بشكل مفرط، تتدهور صحتهم النفسية فهم أقل سعادة وأكثر توتراً من الأمهات التي تمارس أسلوب أقل تشدداً في متابعة أطفالهم.

  • أسلوب الحزم والثقة

حددت عالمة النفس ديانا بومريند ثلاثة أنماط مختلفة لـ تربية الأطفال وتشمل: الآباء المتسلطين، الصارمين، والذين يطالبون بالطاعة المطلقة دون نقاش، والآباء المتسامحون الذين لا يفرضون الكثير من القيود حتى لا يزعجوا أطفالهم، والآباء الحازمين الواثقين، والذين هم مزيج من الأساليب السابقة.

وقد اعتبر هذا النهج الأخير الأكثر فائدة، والمعيار المثالي لتربية الأطفال.

لماذا يفعل الآباء ذلك:

من الأساليب التي تساعد الآباء والأمهات على التقرب أكثر لأطفالهم، وتكوين صداقات مثالية معهم، فهم حازمون ولكن في نفس الوقت طيبون، يطلبون الكثير من أبنائهم ولكن في نفس الوقت أول من يساندهم ويقف بجوارهم إذا أخفقوا في المطلوب منهم.

رأي الأبحاث العلمية في ذلك:

منذ أكثر من 25 عامًا، تم ربط اسلوب التربية الحازم بأنه يحقق أعلى معدلات ممكنة لتفوق ونجاح الأبناء، كما أنه يؤسس لأطفال اكثر مرحاً اجتماعياً وأقل انحرافاً أخلاقياً.

  • أسلوب المنارة

هو أسلوب قائم على الحب الغير مشروط من قبل الآباء لأبنائهم حتى ينمو ويزدهروا في حياتهم، ولكن في نفس الوقت يتوقع منهم الكثير من الإنجازات. ولكن يجب على الآباء أن يكونوا مدركين متى يجب عليهم تركهم يفعلون ما يشاؤون، ومتى يجب عليه أن يتدخل لإنقاذهم أو مساعدتهم.

 لماذا يفعل الآباء ذلك :

الكثير من الآباء يفضلون هذا الأسلوب لكونه يعطي الطفل مساحة أكبر لتوازن النفسي بين الاستقلالية والاعتماد على النفس وزيادة الثقة.  وهو أمر مثالي للآباء الذين يرغبون في أن يكونوا متاحين لإعطاء الإرشادات والنصائح اللازمة، ولكن لا يريدون تولي مهمة القيادة.

رأي الأبحاث العلمية في ذلك:

دعى الدكتور كينيث جينسبيرج اخصائي تنمية الأطفال والمراهقين من خلال كتابه “كيف تربية الأطفال على الإزدهار” الآباء والأمهات إلى استخدام أسلوب المنارة في تربية أبنائهم، لما يسببه من آثار إيجابية بين الأطفال وخاصة المراهقين منهم.

  • أسلوب الإرتباط

هو أسلوب يعطي للطفل القيادة، حيث يعتقد الآباء وخاصة الأمهات أن هذا الأسلوب هو المناسب لطبيعة الطفل في هذه المرحلة بهدف ربط الطفل بهم عاطفياً.

لماذا يفعل الآباء ذلك:

يعتقد أغلب الآباء أن هذا الأسلوب هو الطريقة المثالية لتربية أطفال صالحين وطيبين.

رأي الأبحاث العلمية في ذلك:

لا يوجد أي دليل علمي على أن هذا الأسلوب يبني روابط قوية بين الأبناء والآباء، بل على العكس يسبب المزيد من اضطرابات القلق في المستقبل.

وهذا الأسلوب يمارس أكثر من قبل النساء المنفصلات عن أزواجهن، ويحاولن الجمع بين دور الأب والأم في وقت واحد.

  • الأسلوب البطيء

الهدف من هذا الأسلوب هو منح الأطفال المزيد من الوقت والمساحة لمتابعة اهتماماتهم وتنمية مواهبهم بشكل أكبر.

لماذا يفعل الآباء ذلك :

هو رد فعل من قبل الآباء الذين عاشوا حياة أكثر ضغوطاً، ولم يعيشوا طفولتهم بالشكل المثالي من ناحية اللعب واللهو وتنمية المهارات، ويحاولون عدم تكرار ذلك مع أبنائهم.

رأي الأبحاث العلمية في ذلك:

يرفض أغلب العلماء هذا النهج في التربية لكونه يحرم الأطفال من التعليم بشكل مثالي، ويكون لديهم عدم الإحساس بالمسؤولية.

  • الأسلوب اللطيف

يعتبر أسلوب مسالم وإيجابي به المزيد من التفاهم والتعاطف بين الآباء والأبناء، مع فرض القليل من الأهداف المطلوب تحقيقها من قبل الطفل مما يساعده على إنجازها.

لماذا يفعل الآباء ذلك:

اغلبهم تربوا على نهج التأديب القائم على العقاب فيبحثون عن أساليب معاكسه لما تربوا عليه فيمنحوا طفلهم المزيد من الثقة وعدم الخوف عند وقوعه في الأخطاء.

رأي الأبحاث العلمية في ذلك:

تُظهر الأبحاث أن توفير الاستقلالية والعطف للأطفال يساعدهم على النمو بشكل صحي ولكنه أسلوب ذو حدين أما أن يصبح الطفل مثالي أو العكس، بسبب التربية المتساهلة أكثر من اللازم.

  • الأسلوب الحر

هو أسلوب به الكثير من المجازفة حيث أنه مبني على الإهمال، اعتقاداً من الآباء أن هذا هو الحل الوحيد حتى يعتمد أطفالهم على أنفسهم.

لماذا يفعل الآباء ذلك:

يعتقد الكثيرون من الآباء أن من حق طفلهم أن يكتشف العالم بنفسه دون مساعدة أحد، وهو لا يعد إهمالاً بالنسبة لهم بل هو حق أصيل لكل طفل من وجهة نظرهم.

رأي الأبحاث العلمية في ذلك:

يرى الكثير من العلماء أن الأطفال الذين يتم منحهم هذا النوع من الحرية هم أكثر قدرة على التعامل مع الأخطاء، ويتحملون مسئولية أفعالهم، مما يؤدي إلى أشخاص أكثر سعادة.

3- المصادر:

 

بقلم: إبراهيم المحلاوي